كتب صافيةٌ طيِّبةٌ، وعندنا علماءُ؛ فنَلْزَم العلماء
ونلزم الكُتُب الصحيحة.
السؤال: هل يلْزَمُنا ذِكْر مَحاسِن
مَن نُحَذِّر مِنهم؟
الجواب: إذا ذكرْتَ محاسِنَهم؛
فمعناه أنّك دعَوْتَ لاتِّباعِهم، لا تَذْكُرْ مَحاسِنَهم، اذكرِ الخطأ الذي هُم
عليه فقط؛ لأنه ليسَ مَوكولاً إليكَ أن تُزكِّيَ وضْعَهم، أنت مَوكُول إليك بَيان
الخطأ الذي عِندهم مِن أجلِ أن يَتُوبوا مِنه، ومِن أجل أن يحْذَرَهُ غيرُهم،
والخطأ الذي هم عليه رُبّما يَذْهَبُ بِحَسناتِهم كُلِّها إن كانَ كُفْرًا أو
شِركًا، ورُبّما يرجِع على حسناتِهم بالنَّقصِ، ورُبّما تكون حَسَنات في نظَرِك،
وليست حَسَنات عِند الله.
السؤال: ما حُكْم مَن يُدافِع عن
صاحِب البدعةِ، ويقولُ: هذا له حَسناتٌ، وخدَمَ الإسلامَ في كذا؛ إِذْ إِنَّ هذا
انتشر عند بعضِ الدُّعاةِ، فما حُكم ذلك؟
الجواب: نحنُ نبيِّنُ الخطأ لأجلِ أن يتجَنَّبَهُ النَّاس، أمّا أنّ عنده حَسناتٍ، فهذا عِند الله، فنحنُ لا ندْرِي عنه حسناتِه، ما هي بضائِعُه عند اللهِ، ونحن لسنا بِمِيزان نَزِنُ الحسناتِ والسَّيِّئاتِ، الحسناتُ والسَّيِّئاتُ لها ميزانٌ يومَ القيامة عند الله سبحانه وتعالى، ونحن ليس قصْدَنا تنقُّصُ الشخصِ، وإنّما قصْدُنا بيانُ الحقِّ وكَشْف الخطأ؛ لكي لا يقعَ فيه النَّاس، أمّا الشخصُ لا دخلَ لنا فيه، حسناته له، ولا تضيعُ عند اللهِ - إن كانت له حسنات - ونحنُ لم نتكلّم في حسناتِه، ولم نقُلْ ليس له حسَنات، الله أعلم بحسناتِه، وإنّما قصْدُنا بيانُ الخطأ؛ لكي لا يُغْتَرَّ به، والشخصُ أمْرُهُ إلى اللهِ سبحانه وتعالى، وحسناتُه لا تضيعُ عندَ اللهِ إذا كانت له حسنات، وأما إذا لم تكن له حسناتٌ، فنحن لا نضَعُ له حسنات