ولا ندَّعِي له حسنات، لا نفي ولا إثبات من جهة الحسنات،
ولكننا نبين الخطأ بدليله؛ لأجلِ أن لا يَغْتَرَّ به النَّاس، والحقُّ ما فيه
مُجاملة لأحدٍ، مَنْ أخطأ يُبَيَّنُ خَطَؤُهُ.الصحابةُ ما كانوا يَأْنَفون إذا
أخطأ أحدهم أنّ أخاه يُبيِّنُ له، والعلماءُ قديمًا وحديثًا ما كانوا يَأْنَفُون
إذا أخطأ أحدُهُم وبُيِّنَ له، المسألةُ ليست مسألةَ عصبيَّاتٍ ولا مُجاملات،
المسألة مسألةُ بيان الحقِّ للهِ عز وجل، قال الله تعالى: ﴿كُونُواْ قَوَّٰمِينَ بِٱلۡقِسۡطِ شُهَدَآءَ لِلَّهِ
وَلَوۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ أَوِ ٱلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَۚ﴾ [النساء: 135] الواجب بيان الحق، أما أن له حسنات، فنحن
نرجو هذا وأنّ اللهَ يضاعفها له هذا لا نتدخل فيه، وهذا لا يمنعُنا مِن أن
نُبيِّنَ الخطأ.
السؤال: ما رأيُكم فيما يُسَمَّى
بالطَّبقِ الخَيْرِي، بحيث يُعَدُّ في المنزلِ، ويُباع في المدارسِ أو في مدارسِ
التَّحفيظِ، ورِيعه يُصْرَف في أعمالِ البِرِّ ودَعم مدارسِ التحفيظِ النسائيّة،
وجزاكم الله خيرًا.
الجواب: أنا أقول مَن أرادَ أنْ
يُحْسِنَ إلى الفُقَراءِ والمساكين؛ فإِنّه يتصدَّقُ عليهم مُباشرة بِدُون طبقٍ
خيْرِيٍّ وبدون هذهِ التقاليد وهذه الأشياء، وهذه التعَسُّفات.
فالذي عنده خيْرٌ، وعنده صدَقَةٌ، وعنده بَذْلُ إحسانٍ فالبابُ مفتوح - ولله الحمد - مِن غير هذه الطُّرُق تصَدَّقَ عليهم مُباشرةً، ادْفَعِ المالَ مُباشرة، لِماذا تَذْهَبُ، وتشتري بها، والثمن يُصْبِحُ صدقةً، لماذا؟ ادْفَعْها مِن الأول على أنّها صدَقَةٌ واسْتَرِحْ من هذه الالتواءاتِ والمَلفّات.