خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ
وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ
ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ﴾
[الحجرات: 13] فَاجْتِمَاع الرَّجُلِ والمرأة على العلاقَةِ الشَّرْعيَّةِ مِنْ
نِعمِ الله سبحانه وتعالى لأنَّه يَتَرَتَّبُ علَيْهِ مَصَالِحُ عظِيمَةٌ، مِنْ
أَهَمِّهَا بِنَاءُ المُجْتَمَع، وَتَكْوِينُ الأُسَرِ، وَعمَارَةُ البُيُوتِ.
فهذا
مِنْ نِعمِ الله عز وجل فَمِنْ هُنَا فَإِنَّهُ يَجِبُ الاهْتِمَامُ بِالمَرْأَةِ
مِنْ نَاحِيَةِ تَوْجِيهِهَا وَإِرْشَادِهَا، وَمِنْ نَاحِيَةِ اختيار الزَّوجة
الصَّالحة ذات الدِّين، ومن ناحية التَّعامل معها؛ لئلاَّ يستغل الرَّجل
سُلْطَتَهُ علَيْهَا، فَيَظْلِمَهَا، أَوْ يَهْضِمَهَا؛ قَالَ تَعالَى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ
بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ﴾ [النساء:
19] وقال تعالى: ﴿فَإِمۡسَاكُۢ
بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ تَسۡرِيحُۢ بِإِحۡسَٰنٖۗ﴾
[البقرة: 229] فَعلاقَةُ الرَّجُلِ بالمرأة علاقَةٌ وَطِيدَةٌ، ويجب أن تَكُونَ
هَذِهِ العلاقة مبنيَّة على ما شَرَعهُ الله سبحانه وتعالى مِنَ العشْرَةِ
الطَّيِّبَةِ، والرِّعايَةِ الكريمة، والمُعامَلَةِ الحَسَنَةِ.
وَكَذَلِكَ
مِنْ نَاحِيَةِ المُتْعةِ الزَّوجيَّة؛ بأن تكون وَفْقَ ما أباحه الله سبحانه
وتعالى: ﴿نِسَآؤُكُمۡ
حَرۡثٞ لَّكُمۡ فَأۡتُواْ حَرۡثَكُمۡ أَنَّىٰ شِئۡتُمۡۖ وَقَدِّمُواْ
لِأَنفُسِكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُم مُّلَٰقُوهُۗ
وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾
[البقرة: 223] فَمِنْ هُنَا تَظْهَرُ لَنَا أَهَمِّيَّةُ هَذِهِ المرأة في
المجتمع؛ فَإِنَّ المَرْأَةَ قَرِينَةُ الرَّجُلِ وَشَرِيكَتُهُ، ومنذ أن خَلَقَ
الله الإنسان الأوَّل وهو آدم عليه الصلاة والسلام خلق له المرأة، وكذلك لا تزال
سُنَّةُ اللهِ عز وجل كما هي إلى أن تقوم السَّاعةُ؛ ﴿سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلُۖ
وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلٗا﴾
[الأحزاب: 62] والله سبحانه وتعالى أَوْجَبَ على الرِّجَالِ طَاعتَهُ
وَعبَادَتَهُ، وَأَوْجَبَ على النِّساء كذلك طاعته وعبادته وَحْدَهُ لا شَرِيكَ
لَهُ، وَوَعدَ المُحْسِنَ من الصِّنْفَيْنِ بالأجر الجَزِيلِ، وَتَوَعدَ المُسِيءَ
من الصِّنْفَيْنِ بالعذاب والعقوبة.
فالرَّجل
والمرأة سواء من ناحية التَّكاليف الشَّرعية في الجملة، وإن