المحاضرة الخامسة
والأربعون
نصيحة للمرأة المسلمة
****
بسم الله الرحمن الرحيم
الحَمْدُ
لله رَبِّ العالَمِينَ، والصَّلاةُ والسَّلام على نبيِّنا مُحَمَّدٍ، وَعلَى آلِهِ
وَصَحْبِهِ أَجْمَعينَ.
وَبَعدُ..
فَقَدْ رَأَى الإِخْوَةُ المَسْئُولُونَ عنِ الدَّعوة أن تكون المُحَاضَرَةُ فِي
مَوْضُوع نَصِيحَةٍ للمرأة المسلمة، وَهَذَا لا يَعنِي أَنَّ المحاضرة خاصَّة
بالمرأة، بل هي عامَّة، ولكن يكون التَّنْبِيهُ فِيهَا علَى ما يَخْتَصُّ بالمرأة
أكثر.
ولا
شَكَّ أَنَّ الرَّجُلَ أَيْضًا مَسْئُولٌ عنِ المَرْأَةِ؛ فَإِنَّ اللهَ سبحانه
وتعالى قَالَ: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا
زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي
تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا﴾ [النِّسَاء: 1]،
وَقَالَ سبحانه وتعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِي
خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَجَعَلَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا لِيَسۡكُنَ
إِلَيۡهَاۖ﴾ [الأعراف: 189] فالحِكْمَةُ
فِي ذَلِكَ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَسْكُنَ إليها، وَيَأْنَسَ بها، وَيَطْمَئِنَّ
إِلَيْهَا فِي أَسْرَارِهِ، وَفِي أُمُورِهِ؛ لِتُعينَهُ علَى مَشَاقِّ الحَيَاةِ،
وَيَنْشَأَ مِنْهُمَا ذُرِّيَّةٌ صَالِحَةٌ؛ قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿وَمِنۡ
ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ
إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ
لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ﴾
[الروم: 21].
فَهَذَا مِنْ آَيَاتِ اللهِ؛ أي: العلامات الدَّالَّة على قُدْرَتِهِ سُبْحَانَهُ وَرَحْمَتِهِ، وعلى استحقاقه للعبادة وَحْدَهُ لا شريك له، والله سبحانه وتعالى كَوَّنَ المجتمع البَشَرِيَّ مِنَ الرِّجَالِ والنِّسَاءِ؛ قَالَ تَعالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا
الصفحة 1 / 439