المحاضرة الثالثة
والأربعون
صفات الداعية الناجح
****
·
مقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحَمْدُ
لله رَبِّ العالمين، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ علَى عبْدِهِ وَرَسُولِهِ
نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعهِ إِلَى يَوْمِ
الدِّين.
أمَّا بَعدُ.. فإنَّ مَوْضُوع الدَّعوَةِ إلى الله سبحانه وتعالى مَوْضُوع مُهِمٌّ؛ فالدَّعوَةُ إلى الله تَعنِي طَلَبَ الدُّخول في دين الله عز وجل فإنَّ اللهَ سبحانه وتعالى خَلَقَ الخَلْقَ لِعبَادَتِهِ؛ قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ ٥٦مَآ أُرِيدُ مِنۡهُم مِّن رِّزۡقٖ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطۡعِمُونِ ٥٧إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ ٥٨﴾ [الذاريات: 56- 58] وَعبَادَتُهُم لله يَرْجِع نَفْعهَا إِلَيْهِم؛ لأنَّهم هم المحتاجون إلى عبادة الله سبحانه وتعالى أَمَّا اللهُ جل وعلا فَإِنَّهُ غَنِيٌّ عنْهُمْ وَعنْ عبَادَتِهِمْ؛ قال تعالى: ﴿إِن تَكۡفُرُوٓاْ أَنتُمۡ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ [إبراهيم: 8] وفي الحَدِيثِ القُدْسِيِّ يَقُولُ اللهُ تَعالَى: «يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا، ولَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا،... يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ» ([1]).
الصفحة 1 / 439