المحاضرة الثالثة
والثلاثون
الدَّعوةُ إِلى اللهِ شروطُها ومنهاجُها ووسائلُها
****
·
مقدمةٌ في
بيانِ أَهمِّيةِ الدعوةِ إِلى اللهِ وثمارِها:
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحَمْدُ
لله، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد، وعلى آلِهِ وأصحابه أجمعين؛ أمَّا بَعدُ:
فإنَّ
المَوْضُوع الَّذي سنتحدَّث فيه - إن شاء اللهُ - مَوْضُوع مُهِمٌّ جدًّا،
مَوْضُوع لا بُدَّ للمسلمين مِنْهُ، والخطأ فيه خَطَأٌ فَادِحٌ إذا تولاَّه غَيْرُ
أَهْلِهِ؛ ألا وهو مَوْضُوع الدَّعوَةِ إلى الله عز وجل وبيان شروطها ووسائلها
ومنهاجِها.
فإنَّ
هذا الموضوع يَحْتَاجُهُ طَلَبَةُ العلْمِ، بل يحتاجه العلماءُ؛ لأنَّ الدَّعوَةَ
إلى الله مِنْ وَاجِبَاتِ الدِّين، ومِنْ صِفَاتِ هذه الأمَّة، قال تعالى: ﴿وَلۡتَكُن
مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ
وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [آل عمران: 104]، وقال تَعالَى: ﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ
أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ
وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ﴾
[آل عمران: 110].
وَأَمَرَ
اللهُ تعالى نبيَّه بها، فقال تعالى: ﴿ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ
ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ ١٢٥وَإِنۡ عَاقَبۡتُمۡ فَعَاقِبُواْ
بِمِثۡلِ مَا عُوقِبۡتُم بِهِۦۖ وَلَئِن صَبَرۡتُمۡ لَهُوَ خَيۡرٞ لِّلصَّٰبِرِينَ
١٢٦وَٱصۡبِرۡ وَمَا صَبۡرُكَ إِلَّا بِٱللَّهِۚ وَلَا تَحۡزَنۡ
الصفحة 1 / 439