×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثالث

 المحاضرة الرابعة والأربعون

 الاستهزاء بالدين

****

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ علَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعينَ؛ يَقُولُ الله سبحانه وتعالى: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ [المائدة: 3] وَيَقُولُ سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ [آل عمران: 19] وَيَقُولُ سبحانه وتعالى: ﴿وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ [آل عمران: 85] وَيَقُولُ سبحانه وتعالى: ﴿أَفَغَيۡرَ دِينِ ٱللَّهِ يَبۡغُونَ وَلَهُۥٓ أَسۡلَمَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ طَوۡعٗا وَكَرۡهٗا وَإِلَيۡهِ يُرۡجَعُونَ [آل عمران: 83] فالدِّينُ هُوَ دِينُ الإِسْلامِ الَّذِي بَعثَ اللهُ بِهِ رَسُولَهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم وَهُوَ دِينٌ عامٌّ لِجَمِيع البَشَرِيَّةِ، وَعامٌّ لِجَمِيع الزَّمَانِ إلى أن تَقُومَ السَّاعةُ، مُنْذُ بَعثَتِهِ صلى الله عليه وسلم والأَدْيَانُ الَّتي قَبْلَ الإسلام جاءت بها الرُّسُلُ أَيْضًا، هِيَ أَيْضًا أَدْيَانٌ صَحِيحَةٌ، وَهِيَ دِينُ اللهِ سبحانه وتعالى.

ولكن دِينُ الإسلام جاء ناسخًا لها، وَوَجَبَ علَى كُلِّ أهل الأرض أن يَعتَنِقُوهُ، وأن يَدْخُلُوا فِيهِ؛ لأنَّه هو الدِّين الباقي، أَمَّا الأَدْيَانُ السَّابِقَةُ فَقَدْ نُسِخَتْ بِهَذَا الدِّين؛ فَمَنْ بَقِيَ علَى الأَدْيَانِ السَّابِقَةِ، لم يَكُنْ مُؤْمِنًا بالله ولا بِرُسُلِهِ، وَلَمْ يَكُنْ علَى دِينٍ؛ لأنَّه على دِينٍ قد نُسِخَ.

والدِّين المنسوخ لا يَجُوزُ البَقَاءُ علَيْهِ، ولا يَكُونُ طَاعةً لله سبحانه وتعالى بَعدَ نَسْخِهِ، إنَّما يكون طاعة لله قبل نَسْخِهِ، أمَّا إذا نُسِخَ فَقَدِ انْتَهَى العمَلُ بِهِ، وَيَجِبُ الرُّجُوع إلى الدِّين النَّاسخ وهو الإسلام، سَوَاءٌ في ذلك اليَهُودُ والنَّصَارَى أَوْ غَيْرُهُمْ مِنْ بَقِيَّةِ الكَفَرَةِ وَسَائِرِ أَهْلِ الأَرْضِ؛ لا يَسَع


الشرح