أَحَدًا إِلاَّ الدُّخُولُ في هذا الدِّين،
دِينِ الإِسْلامِ الَّذي قال عنه الرَّسول صلى الله عليه وسلم لمَّا قال له جبريل:
أَخْبِرْنِي عنِ الإِسْلامِ؟ قال: «الإِْسْلاَمُ
أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ،
وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ
الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً» ([1]).
وهذه
الأمور الخَمْسَةُ: الشَّهادتان وإقام الصَّلاة وإيتاء الزَّكاة وصوم رمضان وحجُّ
بيت الله الحرام، هِيَ أَرْكَانُ الإِسْلامِ الَّتِي يَقُومُ علَيْهَا كَمَا قال
صلى الله عليه وسلم: «بُنِيَ الإِْسْلاَمُ
عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ
اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ
بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ» ([2]).
وهناك
وَاجِبَاتٌ، وَهُنَاكَ طَاعاتٌ كُلُّهَا مُكَمِّلاتٌ لِهَذِهِ الخَمْسَةِ، هَذِهِ
الخَمْسَةُ هِيَ الأَرْكَانُ الَّتِي يَقُومُ علَيْهَا بِنَاءُ الإسلام، وَهِيَ
أَعمِدَتُهُ الَّتي يُبْنَى علَيْهَا، وَبَقِيَّةُ الطَّاعات مِنْ وَاجِبَاتٍ
وَمُسْتَحَبَّاتٍ إِنَّمَا هِيَ مُكَمِّلاتٌ ومُتَمِّمَاتٌ لِهَذَا الدِّين، فهذا
الدِّين كلُّه خَيْرٌ، وَكُلُّهُ نِعمَةٌ؛ لأنَّ الله سَمَّاهُ نِعمَةً: ﴿ٱلۡيَوۡمَ
أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي﴾ [المائدة: 3].
وَشَهِدَ
اللهُ بِأَنَّهُ دِينٌ كَامِلٌ، بِمَعنَى أنَّه ليس فيه نَقْصٌ، وَأَنَّهُ وَافٍ
لِكُلِّ مَا يَحْتَاجُهُ العبَادُ فِي دُنْيَاهُم، وَفِي آَخِرَتِهِمْ؛ مِمَّا
فِيهِ صَلاحُهُم وَخَيْرُهُم وَنَجَاتُهُم وَسَعادَتُهُم عنْدَ الله سبحانه وتعالى.
فَهَذَا الدِّينُ كَفِيلٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ وَسَارَ علَيْهِ، كَفِيلٌ بِأَنْ يَسْعدَ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ، أَمَّا مَنْ أَعرَضَ عنْهُ وَلَمْ يَدْخُلْ فِيهِ أَصْلاً، يَكُونُ كَافِرًا مِنْ أَهْلِ النَّارِ خَالِدًا فِيهَا.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (8).