المحاضرة الحادية
والأربعون
السحر والشعوذة وأثرهما على الفرد
والمجتمع
****
·
مقدمة في
تعريف السحر وبيان بطلانه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحَمْدُ
لله رَبِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّد، وعلى آلِهِ
وَصَحْبِهِ، وَبَعدُ..
فإنَّ
موضوع السِّحر والكلام عنه مَوْضُوع مُهِمٌّ جِدًّا؛ لخطورته وَخَفَائِهِ علَى
كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ؛ لِكَثْرَةِ وُقُوعهِ؛ لِمَا يُظَنُّ فِيهِ مِنَ المنافع،
ولحرص شياطين الإنس وشياطين الجِنِّ على تَرْوِيجِهِ وَتَسْمِيَتِهِ أحيانًا
بِغَيْرِ اسْمِهِ الصَّحيح.
مِنْ
أَجْلِ ذَلِكَ يَجِبُ الاهتمام بمعرفة هذا المَرَضِ العُضَالِ، وهذا الدَّاءِ
الخَطِيرِ؛ فَكَمَا أَنَّ أَطِبَّاءَ الأُمَّةِ يَجْتَهِدُونَ لِمَعرِفَةِ
أَمْرَاضِ الأجسام، ويعملون لها الأَدْوِيَةَ والاحتياطيَّات، فإنَّه يَجِبُ علَى
العلَمَاءِ الاهْتِمَامُ بالأمراض الَّتي تَمَسُّ العقِيدَةَ، وَتُمْرِضُ
القُلُوبَ.
وَأَمْرَاضُ
العقَائِدِ أَشَدُّ خَطَرًا من أمراض الأجسام؛ لأنَّ أمراض الأجسام خَطَرُهَا مَقْصُورٌ
علَى الحياة الدُّنيا، أمَّا أمراض القلوب وأمراض العقائد، فإنَّ خَطَرَهَا
وَأَثَرَهَا القَبِيحَ لا يَقْتَصِرُ على الدُّنيا، بل يَمْتَدُّ إلى الدَّار
الآخرة، والسِّحْرُ مِنْ أَخْطَرِ تِلْكَ الأمراض.
وهو في اللُّغَةِ عبَارَةٌ عمَّا خَفِيَ وَلَطُفَ بِهِ سَبَبُهُ. سُمِّيَ سِحْرًا لِخَفَائِهِ، وَأَنَّهُ أَمْرٌ لا يعرفه كثير من النَّاس، ولا يَرَوْنَهُ، وإنَّما هو أعمال شيطانيَّة، وأعمال مُغَطَّاة لا يعرفها إِلاَّ المعنيُّون بها.
الصفحة 1 / 439