المحاضرة الخامسة
والثلاثون
أدلة وجوب الاجتماع وذم الفرقة
****
·
الأدلة من
الكتاب والسنة على وجوب الاجتماع وذم الفرقة:
بسم الله الرحمن الرحيم
·
(أدلَّة وجوب
الاجتماع وذمِّ الفرقة) وهو عبارة عن نَدْوَةٍ أقيمت في الجامعة الإسلاميَّة
بالمدينة النَّبويَّة:
الحمد
لله ربِّ العالَمِينَ، والصَّلاة والسَّلام على عبْدِهِ وَرَسُولِهِ نبيِّنا
محمَّد، وعلى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعينَ، أمَّا بعد.. فإنَّنا نشكر للجامعة
الإسلاميَّة عنايتها واهتمامها بهذا الموضوع، وهو موضوع العقيدة الَّتي هي أساس
الدِّين، وهي مفتاح دعوة الرُّسُلِ عليهم الصَّلاة والسَّلام؛ لأنَّ العقيدة هي
الأساس، فإذا صَلُحَتِ العقيدة، صَلُحَتْ سائر الأعمال، وتُقُبِّلَتْ، إذا
تَوَفَّر فيها شروط القبول.
وَبِدُونِ
صَلاحِ العقِيدَةِ فلا فَائِدَةَ مِنَ الأعمال مهما كَثُرَتْ؛ إنَّها أعمال
مؤسَّسة على غير أساس صحيح، وكلُّ ما بُنِيَ على غير أساس فإنَّه يَنْهَدِمُ؛ قال
تعالى في الكفَّار: ﴿وَقَدِمۡنَآ
إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنۡ عَمَلٖ فَجَعَلۡنَٰهُ هَبَآءٗ مَّنثُورًا﴾ [الفرقان: 23].
وشبَّه
أَعمَالَهُم بالسَّرَابِ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً، حتَّى إذا جَاءَهُ لَمْ
يَجِدْهُ شَيْئًا، وشبَّه بالرَّماد الَّذي يسلَّط عليه الرِّيحُ فيتبعثر، كلُّ
ذلك لأنَّها أَعمَالٌ لم تُبْنَ علَى عقيدة صحيحة سليمة.
والعقيدة
في اللُّغة: مأخوذة مِنَ العَقْدِ؛ وهو الإبرام والشَّدُّ والرَّبْطُ؛ تَقُولُ:
عقَدْتُ الحَبْلَ؛ إذا شَدَدْتَ بعضه إلى بعض فتماسك، ومنه
الصفحة 1 / 439