العقود: عقْدُ البيع وعقدُ النِّكاح، وغير ذلك
من أنواع العقود؛ سمِّيت عقودًا؛ لأنَّها إِبْرَامٌ واتِّفاقٌ بَيْنَ طَرَفَيْنِ.
والعقيدة
في اللُّغة: مأخوذة من هذا المعنى.
وأمَّا
العقيدة في الشَّرع: فهي ما يَنْعقِدُ عليه القَلْبُ،
فَيَجْزِمُ به، ويؤمن به؛ من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر،
والإيمان بالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ؛ فالعقيدة والإيمان بِمَعنىً وَاحِدٍ، وإن
كان الإيمان أيضًا يَزِيدُ على العقيدة بِأُمُورٍ أُخْرَى؛ بأنَّه اعتِقَادٌ
بالقلب، وَنُطْقٌ باللِّسَانِ، وَعمَلٌ بالجوارح، ويزيد بالطَّاعة، وَيَنْقُصُ
بالمَعصِيَةِ؛ قال الله تعالى: ﴿لَّيۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ
وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ
وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلۡكِتَٰبِ وَٱلنَّبِيِّۧنَ﴾
[البقرة: 177].
وقال
سبحانه وتعالى: ﴿ءَامَنَ
ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ
ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ
بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦۚ﴾
[البقرة: 285] وَلَمَّا سَأَلَ جِبْرِيلُ عليه السلام رَسُولَ الله صلى الله عليه
وسلم عن الإيمان قال: «الإِْيمَانُ: أَنْ
تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ
الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ([1]).
فهذه هي أصول العقيدة، وَيَتْبَعُ ذَلِكَ بَقِيَّةُ أُمُورِ العقيدة ومكمِّلاتُها، وذلك كالولاء والبَرَاءِ والهجرة والجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر على ما توجبه الشَّريعة، وطاعة ولاة أمور المسلمين في غير معصية الله والنَّصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمَّة المسلمين وعامَّتهم، وموالاة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبَّتُهُم والتَّرَضِّي عنهم، كلُّ هذا يَدْخُلُ في مجال العقيدة والتَّمَسُّكِ بِسُنَّةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم والعمل بها.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (8).