وإلاَّ فالإسلام كل ما أمر
الله به فيُفعل، وكل ما نهى الله عنه فيجتنب، كله من الإسلام، لكن منه ما هو
أركان، ومنه ما هو واجبات وفرائض، ومنه ما هو مستحبات، والله جل وعلا يقول: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱدۡخُلُواْ فِي ٱلسِّلۡمِ كَآفَّةٗ وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ
إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ﴾ [البقرة: 208]؛ أي: ادخلوا في الإسلام كافة، ولا تأخذوا
بعضه، وتتركوا بعضه مع الاستطاعة، وإلاَّ فالإسلام شامل لكل الخير، ولهذا قال صلى
الله عليه وسلم: «المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ
المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ» ([1]) فهذا أيضًا من
الإسلام.
بيان الفرق بين
توحيد الألوهية
وتوحيد الربوبية
**********
يقول السائل: ما
الفرق بين توحيد الألوهية؟ وتوحيد الربوبية؟ وأيهما أقَرَّ به الكفار؟
توحيد الربوبية: هو إفراد الله
بأفعاله الخاصة به؛ كالخلق والرزق، والإحياء، والإماتة، وخلق السماوات والأرض،
وغير ذلك مما لا يقدر عليه إلاَّ الله، وهذا هو الذي أقَرَّ به المشركون ولم
يُدخلهم في الإسلام؛ لأنه لا يكفي وحده.
أما توحيد الألوهية: فهو إفراد الله جل وعلا بأفعال العباد التي شرعها الله لهم؛ من صلاة، وصيام، وحج، وصدقة، وغير ذلك، وهذا هو الذي يدخل في الإسلام، وينجي من الكفر، أمَّا توحيد الربوبية وحده فلا يكفي، الكفار مقرون به، وهم في النار إذا ماتوا عليه؛ لأنه كما ذكر الله في القرآن: ﴿قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبۡعِ وَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ ٨٦سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ ٨٧﴾ [المؤمنون: 86، 87].
([1]) أخرجه: البخاري رقم (10)، ومسلم رقم (40).