وكذلك
من التوسل المشروع: التوسل بدعاء الصالحين؛ كأن تذهب
إلى عبد صالح وتقول: يا فلان ادع الله لي أن يشفيني؛ لأن الصحابة كانوا إذا
أجدبوا، يتوسلون بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن يسقيهم الله عز وجل، فيدعو
الله لهم، فيسقون، وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم، توسلوا بدعاء عمه العباس، فدعا
لهم؟، فسقاهم الله عز وجل.
السائل من جمهورية
مصر ومقيم بالمملكة العربية السعودية يقول في سؤاله: بالنسبة للتوسل، ما حكمه؟ وما
أقسامه؟ وما حكم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ؟
التوسل، هو: التقرب إلى الله
سبحانه وتعالى، والوسيلة هي: الطاعة والقربة، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ
وَجَٰهِدُواْ فِي سَبِيلِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [المائدة: 35]؛ أي:
القرب منه سبحانه وتعالى بطاعته وعبادته، والتوسل بدعاء الصالحين، أن تطلب من أخيك
الرجل الصالح أن يدعو الله لك، فلا بأس بذلك، وهذا التوسل بدعاء الصالحين، لا
بأبدانهم، ولا بجاههم.
كذلك التوسل بالرسول
صلى الله عليه وسلم: معناه التوسل باتباعه، وطاعته، ومحبته؛ وكذلك التوسل بدعاء
الصالحين؛ أن تطلب منهم أن يدعو الله لك؛ إذا كانوا حاضرين عندك، قادرين على
الدعاء، تطلب منهم ذلك، لا تطلب الدعاء من غائب أو من ميت أو من جن؛ إنما تطلب
الدعاء ممن كان حاضرة، يقدر على الدعاء.
وأما التوسل بالجاه: فهذا لا يجوز؛ لأنه بدعة، أو بحق الصالحين، هذا كله بدعة.