وأما التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة التي سبقت منك: فلا بأس بذلك؛ بدليل
حديث أصحاب الغار الذين انطبقت عليهم الصخرة ولم يستطيعوا الخروج «فَقَالُوا: إِنَّهُ لا يُنْجِيكُمْ مِنْ
هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلاَّ أنْ تَدْعُوا اللَّهَ بِصَالِحِ أعْمَالِكُمْ» ([1]) توسل كل واحد منهم
بأعماله الصالحة ففرج الله عنهم بذلك، ومن التوسل المشروع التوسل إلى الله بأسمائه
وصفاته، قال الله جل وعلا: ﴿وَلِلَّهِ
ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ﴾ [الأعراف: 180]؛
تقول: يا رحمان ارحمني، يا رزاق ارزقني، يا غفور اغفر لي، وهكذا.
حكم التوسل بغير
الله تعالى
**********
يقول السائل: ما حكم
التوسل بغير الله عز وجل ؟
الله جل وعلا لا
يتوسل به، وإنما يدعى ويطلب منه سبحانه وتعالى مباشرة، وأمَّا التوسل إلى الله
بالأعمال الصالحة، التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته كما قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ
فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦۚ
سَيُجۡزَوۡنَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [الأعراف: 180]؛ فهذا
مشروع. أمَّا التوسل بالأشخاص، كالتوسل بالنبي، أو بالصالحين، أو بغيرهم من
المخلوقين، فهذا لا يجوز؛ لأنه بدعة ووسيلة إلى الشرك.
حكم التوسل بجاه
رسول الله
عليه الصلاة والسلام
**********
يقول السائل: ما حكم
التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ؟
يحرم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه بدعة لم ترد.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2272).