المسلمين بمعرفة دينهم،
وأن يرزقهم التمسك بسنة نبيهم، وترك ما خالفها من البدع، والخرافات، والمحدثات،
التي ظنوها من الدين، واعتقدوها من الدين، وهي بعيدة كل البعد عن الدين.
السائل أ. ع من
السودان يقول في سؤاله: إذا كان إمام المسجد الذي يصلي بالناس، وبعض المأمومين أو
كلهم، ممن يعتقدون في الأموات النفع ودفع الضر، وممن يحلفون بغير الله، ويرتكبون
الكثير من البدع والخرافات، إذا كانوا بهذه الصفات، فهل يجوز لي أن أصلي مع هذا
الإمام؟ أم أصلي وحدي في بيتي؟ أو أبحث عن مسجد آخر لا يتصف الإمام والمصلون خلفه
بهذه الصفات؟
يشترط في الإمام
الذي يؤم المسلمين في الصلاة؛ أن يكون على قدر كبير من صلاح العقيدة وصلاح السلوك
والعدل، لأنه قدوة؛ ولأن إمامة الصلاة أمانة عظيمة ومسئولية كبيرة وإذا كان الإمام
الذي ذكرت على هذا الوصف وأنه يفعل شيئًا من الشركيات والخرافات والبدع؛ فهذا لا
تصح الصلاة خلفه، لأنه إذا كان يعتقد النفع والضر من غير الله، من القبور
والأموات، فهذا شرك أكبر، يتقرب إلى القبور بأنواع الذبح، والنذر، والدعاء، وغير
ذلك، فهذا شرك أكبر، وفاعله خارج من الملة، لا تصح الصلاة به، ولا يقبل منه العمل؛
ما دام على هذه العقيدة، وكذلك إذا كان عنده نوع من البدع، والخرافات، وإن لم تكن
تصل إلى حد الشرك؛ إلاَّ أنها تخلُ بعدالته وصلاحيته للإمامة.
ويشترط في الإمام: أن يكون عدلاً، وهذه البدع والخرافات التي يزاولها، تقدح في عدالته؛ فلا يصح أن يكون إمامًا، ولا تصح الصلاة خلفه.