أما بالنسبة للمأمومين، إذا كان الإمام صالحًا في عقيدته، وصالحًا في سلوكه
وأخلاقه، وكان عدلاً، فإنه تصح الصلاة خلفه، وإن كان من المصلين وراءه، ممن
يرتكبون بدعة، أو شركًا، أو خرافة، فالعبرة بالإمام التي تصح الصلاة به، وإن كان
فيمن خلفه من يتصف بهذه الصفات التي ذكرت، أمَّا إذا كان الإمام هو الذي يزاول هذه
الأعمال الشركية، والبدعية، فهذا كما ذكرنا، لا تصح الصلاة به. وعليك أن تلتمس
مسجدًا آخر يكون إمامه مستقيما، وصالح العقيدة والعمل، وإذا لم يكن هناك مسجد
إلاَّ هذا المسجد الذي فيه هذا الإمام، فلا يصلح للإمامة، وبإمكانك أن تجتمع مع
آخرين، ممن ينكرون هذا، وتصلون جميعًا، تتركون هذا المسجد، وتعمرون مسجدًا تهيئون
فيه مكانا للصلاة، إلى أن ييسر الله سبحانه وتعالى إماما صالحًا، هذا إذا كنتم لا
تستطيعون السعي في عزل هذا الإمام واستبداله بغيره، وإن كنتم تستطيعون السعي في
استبداله بمن هو أصلح منه؛ وجب عليكم ذلك والله أعلم.
حكم الصلاة خلف
المبتدع
**********
هل تجوز الصلاة خلف
المبتدع؟
البدعة تختلف، بدعة مكفرة؛ كدعاء الأموات، والاستغاثة بهم، هذا لا تصح الصلاة خلفه؛ لأن صلاته هو في حد ذاتها غير صحيحة؛ لأنه مشرك، وأمَّا البدعة التي دون ذلك، دون الكفر، ودون الشرك، فهذه إذا وجد من يصلون، ودار الأمر بين كونه يصلي وحده، أو يصلي معهم؛ فإنه يصلي معهم، ومعلوم أن مثل هذا، لا يتخذ إمامًا، ولا يرتب إمامًا، لكن لو تقدم وصلى بهم فإنه يصلي خلفه.