×

هَل هُنَاك أَدِلَّة تدلُّ عَلَى أَفْضَلِيَّة الْمَلاَئِكَة

عَلَى الصَّالِحِين مَن الْبَشَر

**********

هَل هُنَاك أدلَّة تدلُّ عَلَى أَفْضَلِيَّة الْمَلاَئِكَة عَلَى الصَّالِحِين مَن الْبَشَر؟

هَذِه الْمَسْأَلَة وَهْي الْمُفَاضَلَة بَيْن الْمَلاَئِكَة وَبَيْن الصَّالِحِين مَن الْبَشَر مَحَلّ خِلاَف بَيْن أَهْل الْعِلْم، وكُلٌّ مِنْهُم أَدْلَى بَدَّلُوه فِيْمَا يَحتجُّ بِه مَن النُّصوص، ولكنَّ الْقَوْل الرَّاجِح أن يُقَال: إنَّ الصَّالِحِين مَن الْبَشَر أَفْضَل مَن الْمَلاَئِكَة بِاعْتِبَار النِّهَايَة، فَإِن الله سبحانه وتعالى يُعِدُّ لَهُم مَن الثَّوَاب مَا لا يَحْصُل مثلُه لِلْمَلاَئِكَة فِيْمَا نَعْلَم، بَل إن الْمَلاَئِكَة فِي مقرِّهم ومقرِّ الصَّالِحِين وَهْو الْجَنَّة يَدْخُلُون عَلَيْهِم مَن كَلّ بَاب يهنِّئونهم ﴿سَلَٰمٌ عَلَيۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ [الرعد: 24].

أَمَّا بِاعْتِبَار الْبِدَايَة فَإِن الْمَلاَئِكَة أَفْضَل؛ لأنَّهم خُلقوا مِن نُور وجبلوا عَلَى طَاعَة الله عز وجل وَالْقُوَّة عَلَيْهَا كَمَا قَال الله تَعَالَى فِي الْمَلاَئِكَة، مَلاَئِكَة النَّار: ﴿عَلَيۡهَا مَلَٰٓئِكَةٌ غِلَاظٞ شِدَادٞ لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ [التحريم: 6].

وَقَال تعالى: ﴿وَلَهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَمَنۡ عِندَهُۥ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ وَلَا يَسۡتَحۡسِرُونَ ١٩يُسَبِّحُونَ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ لَا يَفۡتُرُونَ ٢٠ [الأنبياء: 19 - 20].

هَذَا هُو الْقَوْل الْفَصْل فِي هَذِه الْمَسْأَلَة.

وَبُعْد، فَإِن الْخَوْض فِيهَا بِطَلَب الْمُفَاضَلَة بَيْن صَالِح الْبَشَر وَالْمَلاَئِكَة مَن أُمُور الْعِلْم الَّتِي لا يُضْطَرّ الإِْنْسَان إِلَى فَهِمَه وَالْعَلَم بِه وَالله الْمُسْتَعَان.


الشرح