×

ٱلۡعَرۡشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡۚ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡحَقِّۚ وَقِيلَ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٧٥ [الزُّمَر: 71-75] ما تفسير هذه الآيات؟

هذه الآيات، تصور أحوال الناس يوم القيامة، أحوال الكفار، وأحوال المؤمنين، في أن الكافرين، يساقون إلى جهنم؛ وهي النار - والعياذ بالله -، فإذا وصلوا إليها فتحت أبوابها ليدخلوا فيها، وعند ذلك توبخهم الملائكة وتهددهم، وتسألهم سؤال توبيخ في أنهم هم الذين تسببوا لأنفسهم في هذا الموقف الرهيب، ووقوفهم في هذا المأزق الحرج؛ حيث لم يستجيبوا لرسل الله في الدنيا لأن الله - سبحانه وتعالى - أرسل إليهم الرسل، لهدايتهم، ونجاتهم من هذا العذاب، وهذا الموقف لو أنهم استجابوا للرسل، فالملائكة تسألهم سؤال توبيخ: ﴿أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ رُسُلٞ مِّنكُمۡ يَتۡلُونَ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِ رَبِّكُمۡ وَيُنذِرُونَكُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَاۚ [الزُّمَر: 71] فيعترفون بذلك، ويقرون على أنفسهم، لأن الذنب ذنبهم، وأنهم هم الذين جنوا على وأنفسهم، حيث لم يستجيبوا للرسل، ولم يتلوا ما في الكتب المنزلة، وهذه الزيادة تعريض لهم وتوبيخ لهم، وأنها تنقطع معذرتهم حينذاك.

وأما المؤمنون: فإنهم يساقون إلى الجنة؛ لأنهم أطاعوا الرسل، وعملوا بالكتب المنزلة، فأناجهم الله سبحانه وتعالى مما وقع فيه هؤلاء الكفار، تستقبلهم الملائكة بالبشارة، وتسلم عليهم، وتهنؤهم، بما نالوا من كرامة الله سبحانه وتعالى وأن السبب في ذلك: أنهم طيبون، وأعمالهم طيبة، ونفوسهم طيبة: طبتم فادخلوها خالدين، باقين أبد الآباد، في نعيم وفي سرور، ثم ختم الله سبحانه وتعالى هذا المشهد العظيم، بأن الملائكة الكرام، يحفون بعرشه سبحانه وتعالى وأنهم يسبحون الله، وينزهونه عن النقائص والعيوب،


الشرح