×

وأن جزاءه للفريقين، جزاء الكفار والمسلمين جزاء عادل، وأنه يحمد عليه سبحانه وتعالى، وفي النهاية مقول: الحمد لله رب العالمين على ما قضى ودبر، وحكم وعدل، وأعلى كل ذي حق حقه، ووفى كل عامل حسابه اللائق به، بل: ويحمد سبحانه وتعالى ﴿وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ [سبأ: 1].

نرجوا من فضيلتكم شرح بعض الكلمات من الآيات السابقة من سورة الزمر، والتي قد تخفى على بعض المستمعين من ناحية المعنى؟

وسيق الذين الذين كفروا إلى جهنم زمرًا، أي: جماعات، ﴿وَلَٰكِنۡ حَقَّتۡ كَلِمَةُ ٱلۡعَذَابِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ [الزُّمَر: 71] معناه: القدر؛ لأن هؤلاء قدّر الله عليهم هذا الجزاء بكفرهم وعنادهم، وبسببٍ من قِبَلِهِم، لأنهم لم يستجيبوا لرسل الله، ولم يمتثلوا ما جاء في كتبه السماوية، فهو قَدّرَ عَليهم هذا القدر بسبب أعمالهم السيئة ﴿وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعۡدَهُۥ وَأَوۡرَثَنَا ٱلۡأَرۡضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلۡجَنَّةِ حَيۡثُ نَشَآءُۖ فَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ [الزُّمَر: 74]، أي الله سبحانه وتعالى يورث المؤمنين الجنة كما قال تعالى: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡوَٰرِثُونَ ١٠ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ١١ [المؤمنون: 10- 11]، وقيل في معنى الآية: أن الله سبحانه وتعال يورث المؤمنين منازل الكفار في الجنة، فإن الكفار لو آمنوا لكانت لهم المنازل في الجنة؛ ولكنهم بكفرهم حُرِمُوا من ذلك، فورثها المؤمنون أي: ﴿نَتَبَوَّأُ [الزُّمَر: 74] ونختار فيها ونتوسع، ولا أدري إذا كان هناك سر في عدم وجود الواو في قوله: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا [الزُّمَر: 71]، وفي آية أخرى، في وصف المتقين: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا [الزُّمَر: 71]، فبعض المفسرين يقول: بأن هذه الواو تدل على أن


الشرح