أبواب الجنة ثانية، وتسمى
هذه الواو واو الثانية كما في قوله تعالى: ﴿سَبۡعَةٞ
وَثَامِنُهُمۡ كَلۡبُهُمۡۚ قُل رَّبِّيٓ أَعۡلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعۡلَمُهُمۡ
إِلَّا قَلِيلٞۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمۡ إِلَّا مِرَآءٗ ظَٰهِرٗا وَلَا تَسۡتَفۡتِ
فِيهِم مِّنۡهُمۡ أَحَدٗا﴾ [الكهف: 22]، هذه الواو تدل على أن أبواب الجنة ثمانية،
وابن القيم له رأي في هذا، يقول: الجنة غالية، ولا يدخلها المؤمنون إلاَّ بعد أن
تستفتح، وأول من يستفتح الجنة هو محمد صلى الله عليه وسلم، وأول من يدخلها من
الأمم أمته، وهم لا يدخلونها أول ما يَصِلُون؛ بل لا بد من استفتاح؛ لأنها غالية
وجليلة؛ وأمَّا النار -والعياذ بالله - فإنها أول ما يصلون مفتوحة، ويدخلونها
رغمًا عن إرادتهم ورغبتهم، نعوذ بالله.
تفسير قوله تعالى:
﴿لِتُنذِرَ
قَوۡمٗا مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُمۡ فَهُمۡ غَٰفِلُونَ﴾ [يس: 6]
**********
يقول السائل: قال
الله تعالى في سورة يس: ﴿يسٓ ١وَٱلۡقُرۡءَانِ
ٱلۡحَكِيمِ ٢إِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ ٣عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ٤تَنزِيلَ
ٱلۡعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ ٥لِتُنذِرَ قَوۡمٗا مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُمۡ فَهُمۡ غَٰفِلُونَ
٦لَقَدۡ حَقَّ ٱلۡقَوۡلُ عَلَىٰٓ أَكۡثَرِهِمۡ فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ ٧إِنَّا
جَعَلۡنَا فِيٓ أَعۡنَٰقِهِمۡ أَغۡلَٰلٗا فَهِيَ إِلَى ٱلۡأَذۡقَانِ فَهُم مُّقۡمَحُونَ
٨وَجَعَلۡنَا مِنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ سَدّٗا وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ سَدّٗا فَأَغۡشَيۡنَٰهُمۡ
فَهُمۡ لَا يُبۡصِرُونَ ٩﴾ [يس: 1-9]، من هم هؤلاء القوم الذين لم ينذروا؟ مع
أن الله يقول: ﴿وَلَقَدۡ
بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾ [النحل: 36].
قوله تعالى: ﴿يسٓ﴾، الصحيح أنها من الحروف المقطعة في أوائل السور، والله جل وعلا أعلم بمراده بها، ﴿وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡحَكِيمِ﴾ [يس: 2]،