×

 يدخلون النار بمعاصيهم؛ فإنهم لا يخلدون فيها، وهم مستثنون من الخلود، وينفرد بالخلود الكفار، والمشركون، أمَّا عصاة الموحدين وإن دخلوا النار؛ فإنهم يستثنون من الخلود فيها، إلاَّ ما شاء ربك، بأن يخرج منها أمَّا بشفاعة الشافعين بإذن الله، أو بعفو الله عز وجل عنهم، فالمراد بالاستثناء هنا أهل التوحيد، وأمَّا الاستثناء في قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي ٱلۡجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۖ عَطَآءً غَيۡرَ مَجۡذُوذٖ [هود: 108]، ففيه قولان للمفسرين: أن المراد منها أيضًا، عصاة الموحدين، الذين دخلوا النار، فاتهم شيء من البقاء والخلود في الجنة، لبقائهم فترة في النار قبل دخولهم الجنة.

وقيل المراد بالاستثناء هنا: أن دخولهم فيها ليس واجبًا؛ وإنما هو راجع إلى مشيئة الله عز وجل، فهم يخلدون فيها بمشيئة الله عز وجل وليس خلودهم فيها من باب الوجوب.

تفسير قوله تعالى: ﴿إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ

[فاطر: 10]

**********

يقول السائل: ما تفسير قوله تعالى: ﴿إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلۡعَمَلُ ٱلصَّٰلِحُ يَرۡفَعُهُۥۚ [فاطر: 10] ؟

إلى الله جل وعلا يصعد إليه الكلم الطيب من الذكر، والتسبيح، والتهليل، والتكبير، هذا من الكلم الطيب؛ والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله، كل كلام طيب، فإنه يصعد إلى الله جل وعلا ويتقبله، ويثيب عليه، والعمل الصالح يرفعه، يرفع الكلم الطيب؛ لأن الكلام لا يكفي بدون العمل، فإذا اجتمع كلام طيب وعمل صالح، فإن هذا يرفع الكلم، أمَّا الكلم بدون عمل، فإنه لا يرتفع إلى الله سبحانه وتعالى.


الشرح