وَذَٰلِكَ يَوۡمٞ مَّشۡهُودٞ ١٠٣وَمَا نُؤَخِّرُهُۥٓ
إِلَّا لِأَجَلٖ مَّعۡدُودٖ ١٠٤يَوۡمَ يَأۡتِ لَا تَكَلَّمُ نَفۡسٌ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ
فَمِنۡهُمۡ شَقِيّٞ وَسَعِيدٞ ١٠٥فَأَمَّا ٱلَّذِينَ شَقُواْ فَفِي ٱلنَّارِ لَهُمۡ
فِيهَا زَفِيرٞ وَشَهِيقٌ ١٠٦﴾ [هود: 103- 106].
يخبر الله سبحانه
وتعالى بأن الناس ينقسمون في هذا اليوم العظيم إلى قسمين: شقي، وسعيد.
ثم بين جزاء
الأشقياء، وجزاء السعداء، فقال تعالى: ﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ
شَقُواْ فَفِي ٱلنَّارِ لَهُمۡ فِيهَا زَفِيرٞ وَشَهِيقٌ ١٠٦خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا
دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۚ إِنَّ رَبَّكَ
فَعَّالٞ لِّمَا يُرِيدُ ١٠٧وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي ٱلۡجَنَّةِ
خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ
رَبُّكَۖ عَطَآءً غَيۡرَ مَجۡذُوذٖ ١٠٨﴾ [هود: 106- 108].
اختلف المفسرون في معنى قوله تعالى: ﴿مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ﴾، وقيل: إن هذا جرى على أساليب العرب، فإن العرب إذا أرادوا أن يصفوا شيئًا بالدوام، قالوا: هذا دائم ما دامت السماء والأرض؛ فالمراد هنا مطلق الدوام، كما هو عادة العرب في أساليبها. وقيل: جنس السماوات والأرض؛ لأن الآخرة أيضًا فيها ساء، وفيها أرض، لكن غير هذه السماء، وغير هذه الأرض الموجودتين الآن؛ لأن الله يقول: ﴿يَوۡمَ تُبَدَّلُ ٱلۡأَرۡضُ غَيۡرَ ٱلۡأَرۡضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُۖ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ ٱلۡوَٰحِدِ ٱلۡقَهَّارِ﴾ [إبراهيم: 48]، فالمراد بالأرض والسماء هنا: الجنس وإن كان المعنى مختلفًا، والمعنى أن هؤلاء الكفار لا يخرجون من هذه النار أبد الآباد وأنهم مخلدون فيها؛ أمَّا الاستثناء في قوله تعالى: ﴿إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۖ﴾ [هود: 108] في الآيتين، فالمراد بالاستثناء في الآية الأولى الذي عليه المفسرون؛ أن المراد بهذا الاستثناء: عصاة الموحدين الذين