ويجحد به، ويستبعد أن يعيد الله العظام بعد ما تفتت وضاعت في الأرض، وصارت
ترابًا، يستبعد قدرة الله على إعادتها مرة ثانية، وهذا من جهله، والدليل على قدرة
الله سبحانه وتعالى مرتكز في هذا الإنسان لو تأمل، فإن الذي قدر على خلقه أول مرة
من نطفة من ماء مهين؛ أي ماء ضعيف، الذي قدر على أن يخلق من هذا الماء الضعيف
إنسانًا كاملاً، قادر على إعادته مرة ثانية، فإن القادر على البداءة، قادر على
الإعادة من باب أولى، فهو ينكر آية الله فيه، ويجحد قدرة الله على إحياء العظام
وهي رميم، مرة ثانية، ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ
يُحۡيِيهَا ٱلَّذِيٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلۡقٍ عَلِيمٌ﴾ [يس: 79]؛ فإذا كان
أنشأها أول مرة بعد أن لم تكن؛ فإحياؤها من باب أولى، والضمير يعود إلى الكافر،
وكذلك في قوله، ﴿وَنَسِيَ خَلۡقَهُۥۖ﴾، أي: إيجاده من
العدم.
تفسير قوله تعالى: ﴿خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا
دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ
وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۚ﴾ [هود: 107]
**********
السائلة ص. ع تقول
في سؤالها: يقول الله تعالى: ﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ
شَقُواْ فَفِي ٱلنَّارِ لَهُمۡ فِيهَا زَفِيرٞ وَشَهِيقٌ ١٠٦خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا
دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٞ
لِّمَا يُرِيدُ ١٠٧وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي ٱلۡجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا
مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۖ عَطَآءً غَيۡرَ
مَجۡذُوذٖ ١٠٨﴾ [هود: 106- 108]، ما تفسير الآيتين، وما معنى دوام
السماء والأرض والاستثناء في قوله تعالى: ﴿إِلَّا
مَا شَآءَ رَبُّكَۚ﴾ في الآيتين؟
هاتان الآيتان، وما قبلها في وصف يوم القيامة، قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّمَنۡ خَافَ عَذَابَ ٱلۡأٓخِرَةِۚ ذَٰلِكَ يَوۡمٞ مَّجۡمُوعٞ لَّهُ ٱلنَّاسُ