×

فضل ملازمة المسجد

**********

يقول السائل: عندما يعتاد المسلم المساجد، هل يُشهد له بالإيمان بمجرد اعتياده المساجد؟

نحن نبني على الظاهر؛ فإذا كان يتردد على المساجد ويصلي مع الجماعة ويحافظ على ذلك، فنحن نشهد له بذلك، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ [التوبة: 18]، وورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسَاجِدَ، فَاشْهَدُوا لَهُ بِالإِْيمَانِ» ([1])، ولكن هذا الحديث في سنده مقال، ولكن الآية الكريمة: ﴿إِنَّمَا يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ [التوبة: 18]، فيها دليل على أن الذي يتردد على المساجد ويلازم ذلك في الجماعة؛ أن هذا علامة الإيمان ونحن ليس لنا إلاَّ الظاهر، كما أن التخلف عن الجماعة من علامات النفاق، ولهذا قال ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه-: «وَلَقَدْ رَأيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلاَّ مُنَافِقٌ بَيِّنُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ رَأيْتُنَا وَأنَّ الرَّجُلَ لَيُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ، وَمَا مِنْكُمْ مِنْ أحَدٍ إِلاَّ وَلَهُ مَسْجِدٌ فِي بَيْتِهِ، وَلَوْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ وَتَرَكْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم لَكَفَرْتُمْ» ([2])، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «أثْقَلُ الصَّلاَةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلاَةُ الْعِشَاءِ، وَصَلاَةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا» ([3])، وإتيان المساجد وملازمة صلاة الجماعة مع المسلمين، علامة الإيمان، والتخلف عن ذلك من غير عذر، علامة النفاق.

**********


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2617)، وابن ماجه رقم (802)، وأحمد رقم (11725).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (654).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (657)، ومسلم رقم (651).