×

وبين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلامِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ عز وجل » ([1])؟ وهل اعتناق دين الإسلام بالاختيار أم بالإقرار؟

حديث: «مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ» ([2])، حديث صحيح رواه البخاري وغيره من أهل السنة بهذا اللفظ: «مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ» أمَّا ما بينه وبين ما ذكر من الأدلة، فلا تَعَارُضَ بين الأدلة والحمد لله، لأن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ بَدَّلَ... فَاقْتُلُوهُ»، فهذا في المرتد الذي يَكْفُرُ بعد إسلامه، يجب قتله، يستتاب، فإن تاب، وإلاَّ يجب قتله، وأمَّا قوله تعالى: ﴿لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَيِّۚ فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة: 256]، وقوله تعالى: ﴿وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَأٓمَنَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ كُلُّهُمۡ جَمِيعًاۚ أَفَأَنتَ تُكۡرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ [يونس: 99]، لا تعارض بين هذه الأدلة؛ لأن الدخول في الإسلام، لا يمكن الإكراه عليه، فهذا شيء في القلب ولا بد من اقتناع القلب، ولا يمكن أن نتصرف في القلوب، هذا بيد الله عز وجل، هو مقلب القلوب، وهو الذي يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، لكن واجبنا الدعوة إلى الله عز وجل، والبيان، والجهاد في سبيل الله لمن عاند، وعرف الحق ثم عاند بعد معرفته إياه، فهذا يجب علينا أن نجاهده، وأمَّا أننا نكرهه على الإسلام، ونجعل الإسلام في قلبه، فهذا ليس إلينا،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (25)، ومسلم رقم (22).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (3017).