×

وإنما هو إلى الله عز وجل، لكن علينا اوَّلاً أن ندعو إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة، ونبين للناس هذا الدين، ونجاهد أهل العناد، وأهل الكفر والجحود، حتى لا يكون هناك فتنة، أمَّا المرتد فَيُقْتل؛ لأنه كفر بعد إيمانه، وترك الحق بعد معرفته، فهذا عضو فاسد، يجب بتره وإراحة المجتمع منه؛ لأنه فاسد العقيدة ويخشى أن يفسد عقيدة الباقين، فهذا لما فسدت عقيدته، ومرج قلبه؛ وجب قتله، لأنه ترك الحق، لا عن جهل، وإنما عن عناد، وبعد معرفة الحق، فلذلك هو لا يصلح للبقاء، فيجب قتله لذلك، فلا تعارض بين قوله تعالى: ﴿لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ [البقرة: 256]، وبين قتل المرتد؛ لأن قوله: ﴿لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ وهذا عند الدخول في الإسلام، وأمَّا قتل المرتد، فهذا عند الخروج من الإسلام، ومعرفة الحق، على أن الآية وهي قوله تعالى: ﴿لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ فيها أقوال المفسرين:

منهم من يقول: إنها خاصة في أهل الكتاب، وإن أهل الكتاب لا يكرهون، وإنما يُطلب منهم الإيمان، أو دفع الجزية، ويقرون على دينهم، إذا دفعوا الجزية، ودخلوا في حصن الإسلام، وليست عامة في كل أحد.

ومن العلماء من يرى: أنها منسوخة بقوله تعالى: ﴿فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلۡأَشۡهُرُ ٱلۡحُرُمُ فَٱقۡتُلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ [التوبة: 5] ولكن الصحيح أنها غير منسوخة، وأنها ليست خاصة بأهل الكتاب؛ وإنما معناها: أن هذا الدين بن واضح، تقبله الفطر والعقول، وأن أحدًا لا يدخله عن كراهية؛ وإنما يدخله عن اقتناع، وعن محبة، ورغبة، هذا هو الصحيح في معنى الآية.


الشرح