معنى حديث «كذب المنجمون ولو صدقوا»
**********
يقول السائل: ما صحة
هذين الحديثين عن رسول صلى الله عليه وسلم، «كَذَبَ الْمُنَجِّمُونَ وَلَوْ
صَدَقُوا»، وحديث: «كَانَ نَبِيٌّ مِنَ الأْنْبِيَاءِ يَخُطُّ، فَمَنْ وَافَقَ
خَطَّهُ فَذَاكَ» ([1])، وما الحكم الشرعي
في الرمل والتنجيم؟ وهل أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم تحرم هذه الأعمال؟
أمَّا مسألة
التنجيم، إذا أريد به الاستدلال بالنجوم على الحوادث المستقبلة، وأن النجوم لها
تأثير في الكائنات، وفي نزول الأمطار، أو نزول الأمراض، أو غير ذلك؛ فهذا شرك
أكبر، وهو من اعتقاد الجاهلية، والتنجيم على هذا النحو محرم أشد التحريم.
وأما الحديث الذي سألت عنه «كَذَبَ الْمُنَجِّمُونَ وَلَوْ صَدَقُوا» فلا أعرف له أصلاً من ناحية السند، ولم أقف عليه، وأما معناه فصحيح، فإن المنجمين يتخرفون ويكذبون على الله سبحانه وتعالى، لأنه لا علاقة لنجوم بتدبير الكون، إنما المدبر هو الله سبحانه وتعالى، وهو الذي خلق النجوم، وخلق غيرها، والنجوم خلقها الله تعالى لثلاث: زينة للسماء، ورجومًا للشياطين، وعلامات ىُهتدى بها، هذا ما دل عليه القرآن الكريم فمن طلب منها غير ذلك، فقد أخطأ وأضاع نصيبة، هذا ما يتعلق بالتنجيم والنجوم، وكذلك بقية الأمور التي هي من الخرافات والشعوذة، كالخط في الرمل، والأمور التي تستعمل لادعاء علم الغيب، والإخبار عما يحدث، أو لشفاء الأمراض، أو غير ذلك؛ كل هذا يدخل في حكم التنجيم، وحكم الكهانة، وفي الأمور الشركية؛ لأن القلوب يجب أن
([1]) أخرجه: مسلم رقم (537).