تتعلق بالله خالقها
ومدبرها، الذي بيده الضر والنفع، والخير والشر، وهو على كل شيء قدير، أمَّا هذه
الكائنات وهذه المخلوقات، فإنها مُدَبَّرَة مرغومة، ليس لها من الأمر شيء، قال
الله تعالى: ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِ
ٱلَّيۡلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُۚ لَا تَسۡجُدُواْ لِلشَّمۡسِ وَلَا
لِلۡقَمَرِ وَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ ٱلَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ
تَعۡبُدُونَ﴾ [فُصِّلَت: 37]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ
رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ
ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ يُغۡشِي ٱلَّيۡلَ ٱلنَّهَارَ يَطۡلُبُهُۥ
حَثِيثٗا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ مُسَخَّرَٰتِۢ بِأَمۡرِهِۦٓۗ أَلَا
لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الأعراف: 54]،
فكلها كائنات مدبرة ومخلوقة المصالح، فربها الله سبحانه وتعالى، وهي تؤدي وظائفها
طاعة لله وتسييرًا منه سبحانه وتعالى. أمَّا أنه يتعلق بها، ويطلب منها دفع الضرر،
أو جلب خير؛ فهذا شرك أكبر، واعتقاد جاهلي. أمَّا حديث: «كَانَ نَبِيٌّ مِنَ الأْنْبِيَاءِ يَخُطُّ، فَمَنْ وَافَقَ خَطَّهُ
فَذَاكَ» ([1])، فهذا حديث صحيح رواه
الإمام مسلم والإمام أحمد.
قال العلماء: ومعناه: أنه من
اختصاص ذلك النبي، ومن معجزاته، وأن أحدًا لا يمكن أن يوافقه؛ لأن هذا من خصائصه
ومن معجزاته، فمراده من هذا: نفي أن يكون الرمل يتعلق به أمر من الأمور؛ لأن هذا
من خصائص ذلك النبي، وخصائص الأنبياء ومعجزاتهم لا يشركهم فيها غيرهم، عليهم
الصلاة والسلام.
فالمراد من هذا؛ نفي أن يكون للخطاطين أو الرمالين شيء من الحقائق التي يدعونها؛ لأنه لا يمكن أن يوافق ذلك النبي في خطه أحد، والله تعالى أعلم.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (537).