حكم من صدق بالسحر
**********
هذه رسالة من
المستمع ع. ص. م من الرياض يقول في سؤاله: ما صحة حديث: «ثَلاَثَةٌ لاَ
يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَقَاطِعُ رَحِمٍ، وَمُصَدِّقٌ
بِالسِّحْرِ» ([1])، كيف يكون تصديق
السحر، هل معناه التصديق بقدرة الساحر على السحر؟ أم بما يراه قد تغير من الأشياء
عَمَّا كان عليه قبل أن يسحر؟ أرجو توضيح هذه المسألة جزاكم الله كل خير؟
أمَّا الحديث الذي
أشار إليه السائل: «ثَلاَثَةٌ لاَ
يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَقَاطِعُ رَحِمٍ، وَمُصَدِّقٌ
بِالسِّحْرِ» ([2])، فرواه الإمام
أحمد، وابن حبان في صحيحه، وصححه الحاكم، وأقره الذهبي رحم الله الجميع.
أما معناه: فهو الوعيد الشديد لمن يصدق بالسحر مطلقًا، ومنه التنجيم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اِقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ النُّجُومِ فَقَدْ اِقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ، زَادَ مَا زَادَ» ([3])، والتصديق ذنب عظيم، وجرم كبير؛ لأن الواجب تكذيب السحرة، ومنعهم، والأخذ على أيديهم، إن تعاطوا هذه الأعمال الذميمة؛ لأنهم يضللون الناس، ويفسدون العقائد؛ فالسحر كفر كما دل على ذلك القرآن الكريم والسنة، والواجب قتل السحرة، فإذا صدّقهم فمعنى ذلك أنه وافقهم، وأقرهم على مهنتهم الخبيثة،
([1]) أخرجه: أحمد رقم (19569)، وابن حبان رقم (5346)، والحاكم رقم (7234).