عليهم، رأيت نقصًا على أحد تناصحه وتأمره بالمعروف، وتنهاه عن البكر، دون
أن تتناوله بالغيبة والنميمة، والتنقص، والهمز، واللمز، قال تعالى: ﴿وَيۡلٞ لِّكُلِّ هُمَزَةٖ
لُّمَزَةٍ﴾ [الهمزة: 1]، وقال سبحانه: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
أَجۡرَمُواْ كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَضۡحَكُونَ ٢٩وَإِذَا مَرُّواْ
بِهِمۡ يَتَغَامَزُونَ ٣٠وَإِذَا ٱنقَلَبُوٓاْ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِمُ ٱنقَلَبُواْ
فَكِهِينَ ٣١﴾ [المطففين: 29-31]، إلى قوله تعالى: ﴿فَٱلۡيَوۡمَ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ مِنَ ٱلۡكُفَّارِ يَضۡحَكُونَ ٣٤عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ ٣٥هَلۡ
ثُوِّبَ ٱلۡكُفَّارُ مَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ ٣٦﴾ [المطففين: 34-36]،
وقال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا يَسۡخَرۡ قَوۡمٞ مِّن قَوۡمٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُونُواْ خَيۡرٗا مِّنۡهُمۡ
وَلَا نِسَآءٞ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُنَّ خَيۡرٗا مِّنۡهُنَّۖ وَلَا
تَلۡمِزُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَلَا تَنَابَزُواْ بِٱلۡأَلۡقَٰبِۖ بِئۡسَ ٱلِٱسۡمُ ٱلۡفُسُوقُ
بَعۡدَ ٱلۡإِيمَٰنِۚ وَمَن لَّمۡ يَتُبۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ [الحجرات: 11]،
يعني لا يلمز بعضكم بعضًا، ﴿بِئۡسَ ٱلِٱسۡمُ
ٱلۡفُسُوقُ بَعۡدَ ٱلۡإِيمَٰنِۚ وَمَن لَّمۡ يَتُبۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ [الحجرات: 11] سماه
الله فسوقًا ينقص الإيمان، ثم قال تعالى: ﴿وَمَن
لَّمۡ يَتُبۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ [الحجرات: 11]،
سماه ظلما، وأمر بالتوبة منه.
حكم الاستهزاء بأهل
الدين
**********
تقول السائلة: أنا
في بيت فيه أقاربي وأرحامي، وإنما ولله الحمد مقبلة على كتاب الله، وعلى أوامره،
ولكنني أواجه استهزاءً من بعض من حولي، فهل أؤجر على ذلك، مع أني تضايقت من نفسي،
ومن التزامي؟
الالتزام فيه تفصيل؛ لأن بعض الناس يتشدد بالالتزام، ويشق على نفسه، وهذا لا يجوز، أمَّا إذا كان الالتزام معتدلا مع أمر الله ورسوله؛ ليس فيه تشدد، وليس فيه تساهل، لا إفراط ولا تفريط،