مطلقا، سواء كان خطأ أو صوابًا؛ فهذا يعتبر تقليدًا أعمى، وإذا رأى أنه يجب
تقليد إنسان معين سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهذا ردة عن الإسلام.
يقول شيخ الإسلام
ابن تيمية رحمه الله: «من قال إنه يجب
تقليد شخص بعينه غير رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا يستتاب، فإن تاب وإلاَّ
قتل، فإنه لا أحد يجب اتباعه إلاَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما عداه من
الأئمة المجتهدين رحمهم الله فنحن نأخذ أقوالهم الموافقة للسنة، أمَّا إذا أخطأ
المجتهد في اجتهاده، فإنه يحرم علينا أن نأخذ بالخطأ» ([1])، والله تعالى أعلم.
حكم الترضي على
الخلفاء الراشدين
في خطب الجمع
**********
يقول السائل: هل ذكر
الخلفاء الراشدين الأربعة في خطبة الجمعة أمر واجب؟
الترضي عن الخلفاء الراشدين في الجمعة هذا من عمل المسلمين. ومن عقيدة أهل السنة والجماعة: الترضي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمومًا، وموالاتهم، والخلفاء الأربعة خصوصًا، بما لهم من الفضل، والسابقة في الإسلام؛ ولأن هذا مخالفة للرافضة - قبحهم الله- الذين يبغضون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا سيما الخلفاء الراشدين، فأهل السنة والجماعة يترضون عنهم في خطبة الجمعة؛ مخالفة للرافضة، وعملا بقول الله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ﴾ [الحشر: 10].
([1]) مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - (22/ 248، 249).