يقتدي به في الخير؛ لأن الإمام ضامن، كما في الحديث: «الإِْمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ» ([1])، فهو يتولى مسؤولية عظيمة، ويتولى أداء فريضة عظيمة، ويقوم بعمل جليل، فينبغي أن يكون على مستوى جيد من العلم والعمل، كما أن عليه أيضًا أن يهتم بالصلاة على وجهها، ويحذر من العبث أثناء الصلاة كما ذكر، وأنه يكثر من الحركة، ويكثر من العبث بيده أثناء الصلاة، وهذا أمرٌ لا يليق بالمصلي عمومًا، إمامًا كان أو مأمومًا، المصلي مطلوب منه الخشوع في الصلاة والطمأنينة، قال تعالى: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ٢﴾ [المؤمنون: 1، 2]، والسكون في الصلاة وعدم الحركة، دليل على خشوع القلب، والحركة والعبث دليل على عدم الخشوع في الصلاة، أمَّا من حيث ما ذكره السائل أنه لا يجيد القراءة كذلك، فينبغي أن يختار الإمام على مستوى جيد من القراءة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ» ([2])، إذا كان ما ذكروا إنما هو أمر يسيرٌ، أنه لا يجيد التجويد والقراءة، فهذا لا يؤثر في الصلاة، صلاته صحيحة، وإمامته صحيحة، وما دام أنه نصب من قبل المسؤولين إمام المسجد، فإنه لا ينعزل بذلك، وإنما تبطل صلاته لو لحن لحنًا يحيل المعنى في قراءة الفاتحة، أو يترك منها تشديدة أو حرفًا، فإنه بذلك لا تصح إمامته، إلاَّ بمن هو مثله، أمَّا بالنسبة لتجويد القراءة، فهذا إن حصل فهو شيء طيب، وإن لم يحصل؛ فإن الصلاة تصح بدونه، وأمَّا هجرانكم المسجد فلا أرى له مبررًا، إلاَّ إذا كان هذا الإمام يلحن لحنا يحيل المعنى، أو كان هذا
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (517)، والترمذي رقم (207)، وأحمد رقم (7169).