وإننِّي بِهَذِه المناسبَة أودُّ أَنْ أنبِّه إِلَى أنَّ كلَّ إنْسَانٍ
يُؤْمِن بأنَّ محمدًا صلى الله عليه وسلم سَيِّدُنَا، فَإِنّ مقتضَي هَذَا
الإِْيمَان أنْ لا يَتَجَاوَز الإِْنْسَان مَا شَرَعه، وَأَن لا يَنقَص عَنْه،
فَلا يبتدعُ فِي دِين الله مَا لَيْس مِنْه، ولا ينقص عَن دِين الله مَا هُو
مِنْه، فإنَّ هَذَا هُو مقتضَي السِّيَادَة الَّتِي مِن حقِّ النَّبيِّ صلى الله
عليه وسلم عَلَيْنَا.
وَعَلَى هَذَا فإنَّ
الْمُبْتَدِعِين لأذكارٍ أَو صَلَوَات عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم لَم
يأتِ بِهَا شَرْعُ الله عَلَى لِسَان رَسُولِه صلى الله عليه وسلم، تُنَافِي بِدْعَتَهم
دَعْوَى أنَّ هَذَا الَّذِي ابْتَدَع يَعْتَقِد أنَّ محمدًا صلى الله عليه وسلم
سيِّدٌ؛ لأنَّ مقتضَى هَذِه الْعَقِيدَةِ أنْ لا يَتَجَاوَز مَا شَرَع وَأَن لا
يَنْقُص مِنْه.
فليتأملِ
الإِْنْسَان وليتدبرْ مَا يَعْنِيه بِقَوْلِه حتَّى يتَّضِح لَه الأمرُ ويعرفَ
أنَّه تابعٌ لا مشرِّعٌ.
حُكْم كَثْرَة
التَّثَاؤُبِ فِي الصَّلاَة
**********
أَنَا شابٌّ متديِّن
أَبْلَغ مَن الْعُمُر 22 عامًا، أعاني مَن مُشْكِلَة أَرْجُو مَن الله ثمَّ
مِنْكُم أنْ تساعدوني عَلَى التخلُّص مِنْهَا، وَهْي: أَنَّنِي حِين أَبْدَأ فِي
الصَّلاَة أَبْدَأ فِي التَّثَاؤُب بِغَيْر قَصْد، وَهَذِه الْحَالَة دائمًا
تلازمني حتَّى عِنْد قِرَاءَة آيَة الْكُرْسِيّ بِالذَّات، ولا أَعْرِف سببًا
لِذَلِك؛ حَيْث إنَّنِي أتثاءب عشْرَ مَرَّات فِي الصَّلاة الْوَاحِدَة؛ أَرْجُو
إفَادَة؟
التَّثَاؤُب مِن الشَّيْطَان كَمَا أَخْبَر بِذَلِك النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، وكما يتسلَّط الشَّيْطَان عَلَى المصلِّي بِإِلْقَاء الْوَسَاوِس فِي قَلَبِه وَالْهَوَاجِس الَّتِي لا زِمَام لَهَا ولا فَائِدَة مِنْهَا؛ كَذَلِك ربَّما يتسلَّط عَلَيْه فِي التَّثَاؤُب وَيَتَثَاءَبُ كثيرًا حتَّى يَشْغَلَه عَن صَلاَتِه، فَإِذَا وَجَدَ ذَلِك فَلْيَفْعَلْ مَا أَمْر بِه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم