فيكظِم مَا اسْتَطَاع، فَإِن لَم يستطعْ فَلْيَضَع يدَه عَلَى فمِه حتَّى
لا يَجْعَل لِلشَّيْطَان سبيلاً عَلَيْه.
وَلْيَحْرِص عَلَى
أن يُقْبِل عَلَى الصَّلاة بنشاطٍ وهمَّة وَعَزِيمَة صَادِقَة، ولْيسألِ الله
سبحانه وتعالى الْعَافِيَة ممَّا يحدُث لَه فِي صَلاَتِه، وَإِذَا سَأَل الله
تَعَالَى بِصِدْق وَفِعْل مَا يَسْتَطِيع مَن مُحَاوَلَة إزَالَة هَذِه
الْمَظَاهِر؛ فإنَّ الله سبحانه وتعالى يَقُوْل: ﴿وَإِذَا
سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا
دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ﴾ [البقرة: 186].
حُكْم الصَّلاَة
وَغُرْفَة الْحَمَّام
فِي قِبْلةِ
الْمُصَلِّي
**********
فِي إحْدَى الْغُرَف
نُصَلِّي وَتَكُون دَوْرَة الْمِيَاه - أَعَزّكُم الله وَإِخْوَانِي
الْمُسْتَمِعِين - أَمَامَنَا أَي بِاتِّجَاه الْقِبْلة، فَهَل يَجُوز هَذَا؟
الصَّلاَة بِهَذِه الطَّرِيقَة كَمَا قالت السَّائِلَة جَائِزَة بِمَعْنَى أَنَّهَا صَحِيحَة، ولا تَبْطُل إِذَا كَان الْحَمَّام أَمَام المصلِّي؛ لِعُمُوم قَوْل النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم : « وَجُعِلَتْ لِيَ الأَْرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا» ([1]). وَلَكِن قَد يَكُون فِي الْحَمَّام رَائِحَة كَرِيهَة تؤثِّر عَلَى المصلِّي، وتشوِّش عَلَيْه، فَإِذَا تجنَّب اسْتِقْبَالَه مِن أَجَل هَذِه فَهُو أَفْضَل؛ لأنَّ كلَّ شَيْء يؤثِّر عَلَى المصلِّي، فَالْمَشْرُوع للمُصلِّي أن يَبْتَعِد عَنْه، وَقَد ثَبَت عَن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّه صلَّى ذَات يَوْمٍ بِخَمِيصَة لَهَا أَعْلاَم، فَنَظَر إِلَى أَعْلاَمِهَا نَظْرَة، فَلَما انْصَرَف مَن صَلاَتِه قَال: «اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِي هَذِه إِلَى أَبِي جَهْم وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّة أَبِي جَهْم» ([2])؛ لأنَّه صلى الله عليه وسلم نَظَر إِلَيْهَا نَظْرَة، وكان فِي هَذَا انْشِغَال فِي الصَّلاَة؛ ومِن ثَمَّ أَمْر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بِأَنّ تعطَي هَذِه الْخَمِيصَة لأَِبِي جَهْم وَتُؤْخَذ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (335)، ومسلم رقم (512).