وما يفعلُهُ النَّاس إِذَا قرأ السَّجدةَ فِي الصَّلاة فَسَجَد كبَّر
للسُّجود دُوْن الرَّفع مِنْه؛ فإنَّنِي لا أَعْلَم لَه أصلاً.
وَالْخِلاَف
الْوَارِد فِي التَّكْبِير عِنْد الرَّفْع مَن سُجُود التِّلاوة إنِّما هُو فِي
السُّجُود المجرَّد الَّذِي يَكُون خَارِج الصَّلاة، أمَّا إِذَا كَان السُّجُود
فِي أَثْنَاء الصَّلاة؛ فإنَّه يُعْطَى حكمُ سُجُود صُلْبِ الصَّلاة، فيكبِّر
إِذَا سَجَد وَإِذَا قَامَ مِن السُّجُود.
حُكْم تَرْك
الْمَسْجِد الْقَرِيب وَالصَّلاَة
فِي الْمَسْجِد
الْبَعِيد
**********
هَل يَجُوز للمصلِّي
فِي يَوْم الْجُمُعَة أن يتركَ الْمَسْجِد فِي مِنطقته وَيَذْهَب إِلَى مَسْجِد
آخَر بَعِيد لِكَوْن الْخَطِيب الآَخَر لَدَيْه اطِّلاع وَاسِع فِي أُمُور الدِّين،
وَيُلْقِي الْخُطْبَة بِأُسْلُوب جَيِّد؟
الأَْحْسَن أَنْ
يصليَ أَهْل الحيِّ فِي مَسْجِدَهِم لِلتَّعَارُف وَالتَّآلُف بينَهم وَتَشْجِيع
بعضِهم بعضًا، وَتَطْيِيب قلبِ الإمام الَّذِي يُصلِّي بِهِم؛ فَإِذَا ذَهَب أحدٌ
إِلَى مَسْجِد آخَر لِمَصْلَحَة دِينِيَّة كَتَحْصِيل عِلْم، أَو الاِسْتِمَاع
إِلَى خُطْبَة تَكُون أشدَّ تأثيرًا وَأَكْثَر علمًا؛ فَإِن هَذَا لا بَأْس بِه.
وَقَد كَان الصَّحَابَة رِضْوَان الله عَلَيْهِم يَأْتُون للصَّلاة مَع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي مسجدِهِ لِإِدْرَاك فَضْل الإمام وَفَضْل الْمَسْجِد، وَتَحْصِيل الْعِلْم ثُمّ يَذْهَبُون يُصَلُّون فِي حيِّهم كَمَا كَان مُعَاذ رضي الله عنه يَفْعَل ذَلِك فِي عَهْد النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهْو يَعْلَم وَلَم يُنْكِرْه صلى الله عليه وسلم.