×

إذا علمت أنه يفرشون في بيت الميت، وهل يجوز أن يأتي الجيران بأكلهم وشرابهم لأهل الميت، مشاركة لهم في المصيبة؟

هذه المآتم التي تقام وما يسمونها بالعزاء، وإقامة السرادقات، وجمع الناس فيها، واستئجار المطربين، وصنعة الطعام والأشربة، وغير ذلك، كل هذا من البدع المحدثة، ومن الآصار والأغلال التي ما أنزل الله بها من سلطان؛ لاسيما إذا كانت هذه المآتم تقام من تركة الميت، والميت ربما يكون عليه ديون، وربما يكون له ورثة صغار وقصار بحاجة إلى المال، فإن الأمر يكون أشد إثما أو أعظم ضررًا، فإنه مع كونه بدعة، هو كذلك ظلم لأصحاب الحقوق؛ لأن التركة انتقلت بموت الميت إلى الورثة، وإذا كان عليه ديون للغرماء، فالأخذ منها لهذه المآتم المبتدعة، هذا يجتمع فيه أمران: أولاً: أنه منكر. والثاني: أنه ظلم لأصحاب هذه الحقوق. وأمر ثالث: المحاذير أن إقامة هذه المآتم فيه شيء من الجزع، والتسخط على المصيبة؛ لأن إقامة هذه المآتم بهذه المدة الطويلة، وجمع الناس فيها، هذا معناه: أنه جزع على الميت، والواجب على المسلم الصبر على المصيبة، وعدم إظهار شيء من الجزع، وعدم إظهار شيء من التأثر، بل يرضى بقضاء الله وقدره، وليصبر وليحتسب، هذا الواجب على المسلم، أمَّا إذا أقام هذه السرادقات، وهذه المآتم، هذا يوحي بأنه لم يصبر، وأنه في حالة جزع، يحتاج إلى من يأتي ويجلس عنده، ويمضي الوقت للتسلية، فالذي أوصي به، وأنصح المسلمين، أن يبتعدوا عن مثل هذه الأمور، وهذه العادات السيئة، وهذه البدع المنكرة، وهذه المآتم التي ما أنزل الله بها من سلطان، والتي هي


الشرح