مشغلة للوقت، ومضيعة
للمال، ومجلبة للمنكرات، ولا خير فيها بحال من الأحوال، لا للأحياء ولا للأموات،
فالأحياء تعطل عليهم وقتهم، وتستنفد أموالهم، وتشغلهم بالبدع، والأموات لا فائدة
لهم من هذه الحفلات.أما العزاء المشروع؛ فهو الدعاء للميت، بدون إقامة مأتم، يدعى
له، كل مسلم يدعو لأخيه المسلم، بدون أن يحصل اجتماع، يدعو له بمفرده، وبأي مكان
يدعو للميت عند قبره، أو في بيته، أو في أي مكان، وإذا تقبل الله دعاءه؛ يصل إلى
الميت دون عناء وبدون كلفة.
وأما صنعة الطعام
لأهل الميت، وإعطاؤه لهم؛ ليستعينوا به في حال انشغالهم عن صنع الطعام في بيتهم،
فهذا شيء طيب والنبي صلى الله عليه وسلم أمر بأن يصنع الطعام وأن يهدي لأهل الميت،
إذا كان هذا مقتصر فقط على أهل الميت، وعلى بيت الميت.
وأما أن يهدى الطعام للحفل والسرادقات، فهذا لا يجوز؛ لأنه تشجيع على إقامة هذه الأمور، فلا يجوز أن يساعدوا، أو يدفع مال أو طعام لهذه المآتم؛ إنما يعمل طعام خاص لأهل الميت فقط، لا للمجتمعين الذين يجتمعون في هذه المآتم؛ لأن هذا فيه مساعدة لهم على إحياء البدع.