السؤال: حصل لغط كثير في مسألة طاعة ولي الأمر خصوصًا في هذه الأيام وفي هذه
الفتن وفي بعض البلدان العربية، نأمل من معاليكم توجيه كلمة حول هذا الأمر؟
الجواب: القرآن واضح ولله الحمد، كما قال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا﴾ [النساء: 59]، وقال صلى الله عليه وسلم: «اسمعوا وأطيعوا؛ وإن استُعملَ حبشيٌ كأن رأسَه زبيبةٌ» ([1])، نحن لدينا مرجع وهو كتاب الله وسنة رسوله أيضا، قال صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثْيرًا؛ فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ؛ تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([2]). وفي رواية: «و َكُلُّ ضَلالَةٍ في النَّارِ» ([3])، نسأل الله العافية، فلا بد من طاعة ولي الأمر، وإن كان عاصيًا لم يصل إلى حدِّ الكفر، وإن كان ظالما، فيجب الصبر على ظلمه، ومعصيته إثمها عليه، والخروج مضرته على المسلمين، فالرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بطاعة ولاة الأمور، والصبر عليهم وإن كان فيهم نقص في دينهم؛ لأن هذا من ارتكاب أخف الضررين لدفع أعلاهما، فالخروج عليهم هذا ضرر أكبر لما يترتب عليه من الفوضى وسفك الدماء واختلال الأمن،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (693).