×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 فالعاقبة الحميدة لها أسباب، فقد ثبت سلفنا على دينهم واستعملوا السكينة والوقار، وكانت العاقبة لهم، أما الفوضى والطيش والصخب فهذا لا يجدي شيئًا، وهذا ما يريده العدو، وعملاؤه، يريدون القلق والترويع والفوضى للمسلمين، من خلال التحريض على المظاهرات، ونحن نبرأ إلى الله منها، وممن دعا إليها، وممن أجازها.

السؤال: أفتى أحد الدعاة في إحدى القنوات الفضائية أن الخروج على الحاكم هو الخروج المسلح فقط، لا الخروج في المظاهرات، فهل هذا الكلام صحيح، وما هي شروط الخروج على الحاكم؟

الجواب: هذا يتكلم بغير علم، فإن كان جاهلاً فنرجو الله أن يهديه ويرده إلى الصواب، أما إن كان مغرضًا فنرجو الله أن يعامله بما يستحق، وأن يكفي المسلمين شره.

الخروج على الإمام ليس مقصورًا على حمل السلاح؛ بل الكلام في حق ولي الأمر وسبًابه خروج وتحريض عليه، وسبب فتنة وشر، فالكلام لا يقل خطورة عن السلاح، كما قال الشاعر:

فإن النار بالعودين تذكى
 

وإن الحرب أولها كلامُ
  

رب كلمة أثارت حربًا ضروسًا، فالخروج على الإمام يكون بالسلاح، ويكون بالكلام، ويكون بالاعتقاد، ولو لم يتكلم فإذا اعتقد أنه يجوز الخروج على ولي الأمر فقد شارك الخوارج في عقيدتهم.


الشرح