×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

فالمؤمن على خير دائمًا وأبدًا، وهذا الدين خير، من تمسك به أفلح، ومن أفلتت يداه منه، خاب وخسر، كما قال تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعۡبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرۡفٖۖ فَإِنۡ أَصَابَهُۥ خَيۡرٌ ٱطۡمَأَنَّ بِهِۦۖ وَإِنۡ أَصَابَتۡهُ فِتۡنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ [الحج: 11] فكم لله من حكمة في هذه الفتن، وهذه المحن، وفي كل مرة يخرج منها الإسلام رافع الرأس ولله الحمد، فليس بغريب ما نعيشه في هذه الأيام من تهديدات الكفار، ومحاولاتهم تفريق المسلمين، وإسقاط دولهم، ولكنها دروس للمسلمين ليتمسكوا بدينهم، ويعودوا كما كانوا عليه بإذن الله، فالمؤمن على يقين من دينه، لا يدخله شك، وإنما الشك يدخل المنافق أو ضعيف الإيمان الذي يعبد الله على حرف أي: على طرف، أما المؤمن فإنه راسخ الإيمان، لا تزعزعه الزوابع والرياح؛ لأنه واثق مما هو عليه وليس لديه شك فيه، ويعلم أن ما أصابه في صالحه، وأن عاقبته حميدة، والعبرة بالعواقب.

ويجب أن يكون موقف المسلم من هذه الفتن التي تموج الآن ويحاول الكفار من ورائها الكيد للإسلام والمسلمين: الصبر والثبات، هذا من ناحية.

ومن ناحية أخرى: إذا كان عنده علم وبصيرة فإنه يُبَيِّن للناس ويُثبِّت الناس على هذا الدين ويطمينهم، وهي مهمة العالم أثناء الفتن، ومن كان جاهلاً وجب عليه الصمت، وأن لا يُخذِّل أو يُرجف أو يتكلم بما يسيء إلى دينه، أو يسيء إلى مجتمعه، فعليه أن يصمت ويعتزل هذه الفتن، ولا يدخل فيها، لأنها لما جاءت هذه الفتن كشفت حقيقة أناس كانوا ينتسبون إلى الدعوة إلى الله، انحازوا إليها وصاروا يشجعون عليها،


الشرح