وانضم المنافقون مع الكفار
واليهود ضد المسلمين، فصار المسلمون بين ثلاثة أعداء، كما قال تعالى:
﴿إِذۡ جَآءُوكُم مِّن فَوۡقِكُمۡ وَمِنۡ أَسۡفَلَ مِنكُمۡ وَإِذۡ زَاغَتِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلۡقُلُوبُ ٱلۡحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠ ١٠هُنَالِكَ ٱبۡتُلِيَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَزُلۡزِلُواْ زِلۡزَالٗا شَدِيدٗا ١١وَإِذۡ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ إِلَّا غُرُورٗا ١٢وَإِذۡ قَالَت طَّآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ يَٰٓأَهۡلَ يَثۡرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمۡ فَٱرۡجِعُواْۚ وَيَسۡتَٔۡذِنُ فَرِيقٞ مِّنۡهُمُ ٱلنَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوۡرَةٞ وَمَا هِيَ بِعَوۡرَةٍۖ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارٗا ١٣﴾ [الأحزاب: 10- 13]، فكانت النتيجة انتصار المسلمين، ﴿وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيۡظِهِمۡ لَمۡ يَنَالُواْ خَيۡرٗاۚ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَۚ﴾ فلم يقاتل المسلمون هؤلاء، بل ردهم الله عنهم، ﴿وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزٗا﴾ [الأحزاب: 25]، وكيف كان حال اليهود؟ قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ﴾: أي: الذين أعانوا الكفار وانضموا إليهم، ﴿وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَٰهَرُوهُم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن صَيَاصِيهِمۡ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَ فَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ وَتَأۡسِرُونَ فَرِيقٗا ٢٦وَأَوۡرَثَكُمۡ أَرۡضَهُمۡ وَدِيَٰرَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُمۡ وَأَرۡضٗا لَّمۡ تَطَُٔوهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٗا ٢٧﴾ [الأحزاب: 26، 27]، والأرض التي لم يطئوها أرض خيبر، وتلك نتيجة الصبر والثبات، وهي عاقبة المؤمنين في كل زمان ومكان، فلا يهولكم الآن ما تطنطن به إذاعاتهم وشبكاتهم الشيطانية التي يسميها الناس العنكبوتية، وكرَّم الله العنكبوت عن ذلك، إنما هي شبكات شيطانية، وليست عنكبوتية، يبثُّون فيها سمومهم وإرجافهم، ولكن هذا لا يزيد المؤمن إلا بصيرةً ومعرفة بالأعداء والمنافقين، وهذه حكمة الله سبحانه في الأولين والآخرين، وهم من مسافة بعيدة من خلال الشبكات يدعون المسلمين إلى الاعتصامات وإلى التخريب...إلخ، ولكن الله رد كيدهم في نحورهم،