فالمسلمون في هذه البلاد انتبهوا، والعلماء والخطباء وأئمة المساجد -جزاهم
الله خيرًا- حذَّروا منهم، وكشفوا عوارهم، فالله جل وعلا يكفينا شرهم، ويُخزيهم،
وينصر عباده المؤمنين، كما نصر إخوانهم من قبل، قال تعالى: ﴿وَلَمَّا رَءَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ
ٱلۡأَحۡزَابَ قَالُواْ هَٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَصَدَقَ ٱللَّهُ
وَرَسُولُهُۥۚ وَمَا زَادَهُمۡ إِلَّآ إِيمَٰنٗا وَتَسۡلِيمٗا ٢٢مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ
رِجَالٞ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ
وَمِنۡهُم مَّن يَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبۡدِيلٗا ٢٣﴾ [الأحزاب: 22، 23].
هذا موقف المؤمنين،
وذاك موقف المنافقين واليهود، وماذا كانت النتيجة؟: النصر للإسلام والمسلمين،
والخذلان لليهود والنصارى والمنافقين، فالعاقبة -ولله الحمد- صارت للإسلام
والمسلمين، لكن بعد الامتحان، والصبر والثبات والتواصي بالحق يحصل الخير الكثير،
أما مع التخاذل ومع الافتراق فإن العدو يتسلط وينتهز الافتراق بين المسلمين، قال
الله جل وعلا: ﴿وَلَا
تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ وَٱصۡبِرُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ
مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾ [الأنفال: 46]، فالتفرق عاقبته الفشل، وعاقبته ذهاب
الريح أي: ذهاب قوة المسلمين وضعف المسلمين وذهاب قوتهم، أما الاجتماع والتعاضد
فهو قوة أمام العدو، وهذا ما يحصل -ولله الحمد- من بشائر الخير في هذه الأيام،
ونسأل الله للمسلمين زيادة الثبات والتوفيق واجتماع الكلمة، وأن ينصر ولاة أمورهم
وأن يثبتهم على الحق، وأن يجعلهم هداة مهتدين، والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
**********