×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

والإمام مالك رحمه الله يقول: «لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح أولها»، فإذا كانت هذه الأمة الآن تريد الاجتماع، والقوة، والائتلاف، فإنه لا يصلحها إلا ما أصلح أولها، ألا وهو التوحيد، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا التوحيد، والاجتماع على كلمة التوحيد، وعلى كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله.

فالعقيدة الصحيحة والعمل الصالح هو ما يجمع الأمة، والله تعالى يقول: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ [التوبة: 33]، الهدى: هو العلم النافع، ودين الحق: هو العمل الصالح، ولا يمكن أن تجتمع هذه الأمة إلا بالعلم النافع والعمل الصالح الذي أساسه التوحيد، وإفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة.

ما هو التوحيد؟:

التوحيد: هو إفراد الله تعالى بالعبادة، وليس التوحيد ما يقوله بعض الجهال أو الضلال: إن التوحيد هو الإقرار والاعتراف بوجود الله، أو الإقرار بأن الله هو الخالق الرزاق المحيي المميت، ذلك توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون ولم يدخلهم في الإسلام، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ [لقمان: 25]، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿أَمَّن يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَمَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ [النمل: 64]، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿قُل لِّمَنِ ٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٨٤سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ٨٥ [المؤمنون: 84- 85].


الشرح