فهم مقرون بأن الله هو
الخالق الرازق الذي يملك السموات والأرض ومن فيهن، لكنهم مشركون في الألوهية، ولم
يدخلهم ذلك في الإسلام؛ حتى أقروا واعترفوا بأن العبادة حق لله سبحانه وتعالى،
فأفردوا الله بالعبادة، وتركوا عبادة الأصنام، والقبور، والأوثان، والأشجار
والأحجار، وأخلصوا العبادة لله، حينيني صاروا مسلمين، أما الاقتصار على توحيد
الربوبية فهذا ما أقر به أبو جهل رأس الكفر، وأبو لهب، وكل الكفرة، أقروا بتوحيد
الربوبية وأن الله هو الخالق الرازق المحي المميت المدبر، لكنهم كانوا يعبدون معه
الأصنام -اللات والعزى ومناة والأولياء والصالحين- فصاروا مشر كين، وصاروا موحدين
توحيد الربوبية ومشركين بالألوهية، ولا ينفع توحيد الربوبية دون توحيد الألوهية.
لابد من توحيد
الألوهية الذي هو إفراد الله بالعبادة وترك عبادة من سواه، كما قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي
كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾ [النحل: 36]، وقال
تعالى: ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ
وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ﴾ [النساء: 36].
قال صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، فَإِذَا قَالُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ» ([1])، فهو يقاتل المشركين الذين كانوا يقرون أن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبر، ويعترفون أن آلهتهم التي يعبدونها لا تخلق ولا ترزق ولا تدبر من الأمر شيئًا، وإنما اتخذوها شفعاء ووسائط بينهم وبين الله بزعمهم،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (21).