×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

وجاء ذلك في قوله تعالى: ﴿وَقَالُواْ لَن يَدۡخُلَ ٱلۡجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ تِلۡكَ أَمَانِيُّهُمۡۗ قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ١١١بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ١١٢ [البقرة: 111- 112]. يعني بلى يدخل الجنة ﴿مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ. ولا يدخل الجنة إلا بهذين الشرطين:

الشرط الأول: الإخلاص في العمل بحيث لا يكون فيه شرك أكبر ولا شرك أصغر.

الشرط الثاني: الإحسان ومعناه المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم.

فكل عمل لا يتوفر فيه هذان الشرطان، الإخلاص لله والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم فإنه يكون باطلاً، فالعمل إذا كان فيه شرك فهو باطل وإذا كان العمل فيه بدعة فهو مردود لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌ» ([1])، وفي رواية: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌ» ([2])، فمهما حسنت نية الإنسان وقصده إذا كان يعمل عملا لم يشرعه الرسول صلى الله عليه وسلم فهو بدعة، وهو مردود عليه لا يقبل منه شيء، وهذا هو معنى شهادة أن إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.

معنى شهادة ألا إله إلا الله: الإخلاص لله عز وجل بعمل الأعمال الصالحة، ومعنى شهادة أن محمدًا رسول الله: متابعته صلى الله عليه وسلم، والاقتداء به، وترك ما نهى عنه، وتصديقه صلى الله عليه وسلم.

أما من يشهد أن محمدًا رسول الله، ولكنه لا يتبعه، ولا يعمل بشريعته، بل يعمل بالبدع والمحدثات، فلا تصح شهادته: بأن محمدًا رسول الله، كالذي يقول: أشهد ألا إله إلا الله، وهو يشرك.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1718).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (2697)، ومسلم رقم (1718).