×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

فلا بد من الإخلاص وهذا هو معنى شهادة ألا إله إلا الله، ولا بد من المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم وهذا هو معنى شهادة أن محمدًا رسول الله.

فإذا كنت تشهد أنه رسول الله، ولكن حدث بدعًا، أو تقتدي بالمبتدعة والمخرفين، فمعناه أنك اتخذت المبتدعة والمخرفين رسولا، وتركت الرسول صلى الله عليه وسلم، في حين أنه هو المُشرع صلى الله عليه وسلم، وليس المشرع فلان أو علان، أو العالم الفلاني، أو الشيخ الفلاني، وإنما العلماء يتبعون الرسول صلى الله عليه وسلم ويقتدون به، أما من انحرف عن طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم لي فإنه لا يتبع ولا يقتدى به ولو كان عالِمًا.

فهناك من علماء الضلال الكثير الذين أضلوا الناس، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «وإنما أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ» ([1])، فالرسول صلى الله عليه وسلم يخشى على أمته الأئمة المضلين، الذين يدعون إلى البدعة، وإلى الخرافة، ويدعون إلى المحدثات وإلى عبادة غير الله، والعياذ بالله.

إن الدين هو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وما توفي صلى الله عليه وسلم إلا والدين قد تكامل، فكل من يأتي بإضافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ويريد أن يجعلها من الدين، لا نقبلها ونرد عليه بدعته، والله تعالى يقول: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ [المائدة: 3].

هذه الآية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة في حجة الوداع، ولم يعش بعدها إلا شهرين وأياما وتوفي صلى الله عليه وسلم، فما توفي إلا وقد أكمل الله تعالى به الدين، فحسبنا أن نعمل بما جاء به صلى الله عليه وسلم من غير زيادة ولا نقصان، وذلك نهج من يريد النجاة، أما من يريد أن يضل ويضل الناس فإنه يشرع لهم ويأتيهم وأن يأتي للناس بعادات وتقاليد ومحدثات.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4254)، وأحمد رقم (17115).