سبحان الله! إذا لم نعلمهم التوحيد كيف يعرفون الدين وكيف يعرفون عبادة
الله سبحانه وتعالى ؟ وهل يأخذون الدين من العادة؟؟ ﴿بَلۡ
قَالُوٓاْ إِنَّا وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٖ وَإِنَّا عَلَىٰٓ
ءَاثَٰرِهِم مُّهۡتَدُونَ﴾ [الزُّخرُف: 22]، بل يجب أن يأخذوا الدين عن علم وعن
اعتقاد وعن معرفة: ﴿فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ
لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ
وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مُتَقَلَّبَكُمۡ وَمَثۡوَىٰكُمۡ﴾ [محمد: 19]، وقال
الله تعالى لنبيه: ﴿فَاعْلَمْ﴾ وهو أمر بالعلم قبل
القول والعمل، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا
يَمۡلِكُ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِ ٱلشَّفَٰعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِٱلۡحَقِّ
وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾ [الزُّخرُف: 86].
لا يكتفي المسلم أن يشهد
أن لا إله إلا الله دون أن يعرف معنى هذه الشهادة، ويطبقها، ويدعو إليها، ويوالى
أهلها، ويعادي أعدائها، لا يكون مسلما إلا بذلك، هكذا دين المسلمين.
فالعقيدة هي أساس
ديننا، وهي قاعدة شريعتنا، ولا يصح عمل إلا بتصحيح العقيدة مهما كانت الأعمال،
فالله تعالى يقول في الكفار والمشركين الذين يعملون من غير عقيدة: ﴿وَقَدِمۡنَآ إِلَىٰ مَا
عَمِلُواْ مِنۡ عَمَلٖ فَجَعَلۡنَٰهُ هَبَآءٗ مَّنثُورًا﴾ [الفرقان: 23]،
والهباء هو الغبار الذي يطير في الهواء أمام شعاع الشمس، فأعمال الكفار يوم
القيامة تصير هباء؛ لأنها لم تبن على عقيدة.
ويقول سبحانه: ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَسَرَابِۢ بِقِيعَةٖ يَحۡسَبُهُ ٱلظَّمَۡٔانُ مَآءً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَهُۥ لَمۡ يَجِدۡهُ شَيۡٔٗا وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُۥ فَوَفَّىٰهُ حِسَابَهُۥۗ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ﴾ [النور: 39]، شبه الله تعالى حال المشرك والكافر -والعياذ بالله- إذا جاء يوم القيامة وهو بحاجة إلى الحسنات وبحاجة إلى الأعمال الصالحة، ولم يجد شيئًا بسبب شركه بحال الضمآن