وهو يبحث عن الماء حتى إذا رأى سرابا ظنه ماء فإذا اقترب منه لم يجده
شيئًا، فماذا تكون حاله عند ذلك؟ ويقول سبحانه وتعالى: ﴿مَّثَلُ ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡۖ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَرَمَادٍ ٱشۡتَدَّتۡ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي
يَوۡمٍ عَاصِفٖۖ لَّا يَقۡدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَىٰ شَيۡءٖۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلَٰلُ
ٱلۡبَعِيدُ﴾ [إبراهيم: 18].
هذه أمثلة القرآن في
أعمال المشركين والكفار، وإن كانت كثيرة فإنها تصير هباء، لأنها لم تبن على أساس
العقيدة.
إذا فالعقيدة أمر
مهم، لا يجوز لمسلم أن يتساهل بشأنها، وأن يحقِّر من شأنها، وأن يقلل من أهميتها،
وأن يركز الاهتمام على النهي عن المعاصي من الربا والزنا والسفور، وغيره...! في حين
أن بعض الناس واقعون فيما هو أكبر من ذلك وهو الشرك والكفر بالله.
فالبلاد التي أهلها
واقعون في الشرك، في وضح النهار، تبنى فيها المساجد على القبور ويروحون إليها
ويطوفون ويذبحون وينذرون لها، فكيف مع هذا نتعامى، ونقتصر في دعوتنا على تحسين
الأخلاق والزهد؟!
والبعض يقول إن الشرك هو محبة الدنيا، والتوحيد إخراج الدنيا من القلوب، والبعض الآخر يقول إن الشرك هو الحكم بغير ما أنزل الله، ولا بد أن نترك المحاكم تحكم بالشرع، وهذا مطلوب بيد أنه لا يكفي ما دام الشرك موجودا، ومادام في البلد أضرحة، وقبور، ودعاة إلى الشرك، فلا يوجد الشرك في الحاكمية فقط، بل الشرك: هو عبادة غير الله سبحانه وتعالى، وتدخل فيه الحاكمية.