حتى أرجع إلى أهلي ومالي، هذا الذي حقق التوحيد وعرف العقيدة وعمل بها.
وأما الثاني
-والعياذ بالله-: فهو المنافق والمر تاب، الذي لم يهتم بالعقيدة أو يحذر من ذكرها
في الدنيا، فهذا إذا قيل له: من ربك؟ يقول: ها ها لا أدري، من نبيك؟ يقول: ها ها
لا أدري، ما دينك؟ يقول: ها ها، لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته، فيقال له:
لا دريت، ولا تليت، ثم ينادي مناد من السماء: أن كذب عبدي، فافر شوه من النار،
وافتحوا له بابا إلى النار، ويضيق عليه في قبره حتى تختلف أضلاعه، ويقول: يا رب لا
تقم الساعة ([1])، لأنه ينظر إلى
مقعده من النار ومنزلته من النار والعياذ بالله فلا يريد الرجوع إليه.
هذا كله نتيجة عدم
الاهتمام بالتوحيد، وعدم التمسك بعقيدة التوحيد، فكيف يقال بعد هذا: إن عقيدة
التوحيد أمرها سهل، ويكفي أن يقول الإنسان: أنا مسلم، أو يقول: لا إله إلا الله
بلسانه، ولا يلزم من ذلك أن يتفقه في معناها ويعرفها ويعمل بها، هذا تغرير من الشياطين:
شياطين الإنس والجن أو من الجمال الذين لا يعلمون أمر العقيدة.
السؤال: ما هي نصيحتكم
لجماعة التبليغ؟
الجواب: نصيحتي لكل مسلم في جماعة التبليغ وغيرهم ان يرجعوا إلى كتاب الله، وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا كان عندهم أخطاء أن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى، فإن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ﴾ [النساء: 59]،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1338)، ومسلم رقم (2870).