وعبدوا الله وحده لا شريك له ولكن بقوا على جريمة اللواط؛ لكانوا فسقة
مرتكبين الكبيرة من كبائر الذنوب، يعاقبهم الله عليها إما في الدنيا وإما في
الآخرة، أو يعفو عنهم سبحانه وتعالى ولكنهم لا يكفرون، يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ
أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 48]، وفي
الحديث الصحيح أن الله سبحانه وتعالى لا يأمر يوم القيامة أن يخرج من النار من كان
في قلبه أدنى مثقال حبة من خردل من الإيمان ([1])، ويراد به أهل
التوحيد الذين عندهم معاصي ودخلوا بها النار، يعذبون ثم يخرجون من النار بتوحيدهم
وعقيدتهم، فالموحد إذا دخل النار لا يخلد فيها، وقد يعفو الله عنه ولا يدخل النار
أصلا، قال تعالى: ﴿وَيَغۡفِرُ مَا
دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾.
فهذه الكلمة: كلمة
من لا يهتم بالعقيدة ويعظم أمر اللواط ولا يحذر من الشرك، وإلا أيهما أشد؟ هل
الشرك أشد أم اللواط؟! نسأل الله العافية.
والجهل داء وبيل والعياذ بالله، فهذه آفة كثير من الدعاة اليوم الذين يدعون إلى الله على جهل، يقعون بمثل هذا، ويكفرون الناس دون سبب، ويتساهلون في أمور التوحيد. وقوم لوط كفروا لأنهم كذبوا الرسل، قال تعالى: ﴿كَذَّبَتۡ قَوۡمُ لُوطٍ ٱلۡمُرۡسَلِينَ﴾ [الشعراء: 160]. ومن كذب رسولا واحدا فقد كذب جميع المرسلين، وكذلك قوم لوط استحلوا اللواط، واستحلاله كفر -أيضًا-.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (7510).